مفهوم المعرفة والعلم
1- المعرفة
لقد استطاع الانسان بما منحه الله من نعمة العقل ’ أن يجمع عبر تاريخه الطويل رصيدا هائلا من المعارف والعلوم , فبعضها تقتصر على مجرد ملاحظة الظواهر ملاحظة بسيطة غير مقصودة , فيما تراه العين وما تسمعه الأذن وما تلمسه اليد ... ومن أمثلة هذه المعارف مايلاحظه الشخص العادى من تعاقب الليل والنهار ومن بزوغ الشمس وغروبها دون أن يتجه انظار هذا الشخص العادى الى معرفة وادراك العلاقات القائمة بين هذه الظواهر وأسبابها وهذه المرحلة تسمى بمرحلة ( المعرفة الحسية )
وبعض هذه المعارف ينطلق بعيدا عما تراه العين وما تسمعه الأذن وما تلمسه اليد ..اذ يحاول الانسان فى هذه المرحلة التالية من التفكير التأمل فى الأسباب البعيدة – فيما وراء الطبيعة –عن الموت والحياة , عن خالق الوجود وصفاته واثبات وجوده .. وهذا النوع من المعرفة الذى يتعذر حسمة بالتجربة المباشرة هوما يعرف ب( المعرفة الفلسفية التأملية )
وأخيرا المعرفة العلمية التى جاءت – يقول كونت – فى مرحلة متأخرة من العقل الانسانى ونضجه حيث استطاع الانسان ان يتجاوز المرحلتين السابقتين وان يفسر الظواهر تفسيرا علميا , يربط به تلك الظواهر ربطا موضوعيا..هذا النوع من المعرفة اذن هو ( المعرفة العلمية التجربية )التى تقوم على اساس الملاحظة المنظمة المقصودة للظواهر على اساس وضع الفروض الملائمة والتحقق منها بالتجربة وتجميع البيانات وتحليلها .. ولا تحاول المعرفة العلمية أن تقف عند المفردات الجزئية التى يتعرض الانسان لبحثها , بل يحاول الباحث ان يصل الى القوانين والنظريات العامة التى تربط هذه المفردات بعضها ببعض وتمكنه من التعميم والتنبؤ بما يحدث للظواهر المختلفة تحت ظروف معينة .
وليس معنى هذا العرض السابق , ان هذه المراحل الثلاث للمعرفة تتناقض مع بعضها , بل هى فى الواقع التاريخي تتلازم وتتكامل فيما بينها .. ومن الواجب الانتقال – كلما امكن ذلك – من المرحلة الحسية الى المرحلة الفلسفية الى المرحلة العلمية .. وهنا نشي الى الخطأ الذى يقع فيه الانسان حين مواجهته لموقف يتطلب المعرفة العلمية وهو قادر عليه يكتفى بالمعرفة الحسية أو المعرفة الفلسفية البعيدة التى يتواكل فيها الانسان ويرد اسباب المواقف مثلا الى القضاء والقدر .
2- العلم
المعرفة أوسع وأشمل من العلم , لان المعرفة تتضمن معارف علمية وأخرى غير علمية , ونستطيع التميز بينها على اساس قواعد المنهج وأساليب التفكير التى تتبع فى تحصيل المعارف , فاذا اتبع الباحث قواعد البحث العلمي واتبع خطواته فى التعرف على الظواهر والكشف عن الحقائق الموضوعية , فأنه يصل الى المعرفة العلمية ..
ويحدد قاموس ويبستر تعريفين للعلم هما :
العلم هو المعرفة المنسقة Systematized Knowledge
التى تنشأ عن الملاحظة والدراسة والتجريب , والتى تتم بغرض تحديد طبيعة اواسس وأصول ما تتم دراسته .
العلم هو فرع من فروع المعرفة او الدراسة , خصوصا ذلك الفرع المتعلق بتنسيق وترسيخ الحقائق والمبادئ والمناهج بواسطة التجارب والفروض .
ويعرف قاموس اكسفورد المختصر العلم ( هو ذلك الفرع الذى يتعلق بجسد مترابط من الحقائق الثابتة المصنفة , والتى تحكمها قوانين عامة وتحتوى على طرق ومناهج موثوق بها لاكتشاف الحقائق الجديدة فى نطاق هذه الدراسة )
أهداف العلم
1- يهدف الانسان باستخدامه للعلم الى تفسير الظواهر المحيطة به , أي الايقتصر دور العلم على مجرد وصف الظواهر ( الشمس تشرق / السماء تمطر بل الى تقديم التفسير العلمي لها وكيفية حدوثها وأسبابها .
2- يهدف العلم الى صياغة التعميمات .. أي أن شرح الظاهرة وتفسيرها يجب الا يكون شرحا جزئيا . بل ان يتسع مدى هذا التفسير ليعمم ويشمل أكبر عدد من الظواهر المماثلة ويكون ذلك بوضع قوانين عامة تمكننا من ربط معارفنا عن الاحداث المتفرقة فضلا عن وضع تنبوءات موثوق بها عن الاحداث التى لم نعرفها بعد .
3- كما يرتبط بعملية التنبؤ عملية الضبط كهدف للعلم ويعنى الضبط عملية التحكم فى العوامل الاساسية التى تسبب ظاهرة معينة , بحيث تجعل هذه الظاهرة تتم اوتمنع وقوعها .. (1)
المفاهيم
تحدد المفاهيم من اجل تقديم معلومات ومعارف خالية من الغموض واللبس ’ ولذلك تحديد المفاهيم يساعد على عملية المعرفة التى يستدعيها العقل بقدرات مختلفة نتيجة الفروق الفردية بين الافراد , وعند استدعاء المعلومات قد ينسى الانسان جزءا هاما منها ’ ولم يتم استدعاء كل المعارف جملة واحدة ’ بل حسب الموضوع المثار للبحث والنقاش ( 2)
القياس المنطقى
هو العلم الذى يختص بأساليب التفكير .
فالقياس هو الأستدلال الذى أذا سلم المرء فيه ببعض الأشياء , وجب عليه التسليم بشىء أخر . وهو عبارة عن عملية تجميع لأكبر عدد ممكن من الحقائق ثم الاجتهاد لاستنباط حقائق جديدة .
الاستقراء
هواسلوب للتفكير بتوظيف الملاحظه وتطوير الفروض وجمع البيانات لاختبار صحة الفروض والوصول الى القوانين والنظريات .
وهناك نوعين من الاستقراء وهما :-
. الاستقراء التام .
. الاستقراء الناقص.
الاستقراء التام هو عبارة عن جمع مفردات الظاهرة ثم تلخيص نتائجة فى شكل قانون عام . وهذا القانون عبارة عن تلخيص لجوانب الظاهرة . ومثل هذا الاسلوب لايضيف جديدا ولا يسمح بالوصول إلى الجديد .
الأستقراء الناقص وهو يكتفى فيه الباحث بدراسة عينة من وحدات الظاهرة ثم يصوغ القانون او النظرية التى يمكن ان تتنبأ بأحوال الوحدات المشابهة والتى لم تشملها الدراسة وهذا النوع يقودنا الى التوصل إلى معلومات جديدة بما فى ذلك اتجاهات الظاهرة وهو اسلوب فى علاقات الارتباط .
الفرض
فهى تكهنات التى يقوم بها الباحث كأقتراح لأيجاد علاقة بين متغيرين , والتكهنات تبنى على ملاحظات ميدانية وتبقى كفروض إلى ان يحين موعد التأكد من صحتها أوخطئها .
فهى تكهنات التى يقوم بها الباحث كأقتراح لأيجاد علاقة بين متغيرين , والتكهنات تبنى على ملاحظات ميدانية وتبقى كفروض إلى ان يحين موعد التأكد من صحتها أوخطئها .
القانون
علاقة ضرورية تقوم بين متغيرين أو أكثر والعلاقة أما سببية أو وظيفية ,ويوظف القانون فى تفسير الظواهر وفى تصور تصورات جديدة وذلك فى اشتقاق معارف جديدة منه وفى التنبؤ بحدوث الظاهرة المتعلق بها .
النظرية
مجموعة مبادى وتعريفات ودعاوى وبديهيات وقضايا مترابطة منطقيا تفيد تصوريا فى تنظيم جوانب مختارة من العالم الامبريقى على نحو منسق ومنظم , وقابلة للتحقيق الأمبريقى وتتميز النظرية بالأجاز والإنفراد والشمول والنسبية وقابلة للصواب والخطأ .
وسائل وثقنيات
وهى يختار الباحث مايناسبه من الوسائل والثقنيات ليستعين بها خلال مراحل دراسته .ففى مرحلة جمع البيانات مثلا تتوفر وسائل مثل الملاحظه المقابلة وصحيفة الاستبيان ونفس الشئ فى مرحلة تحليل البيانات ,تتوفر الوسائل والثقنيات بطريقة مستقلة عن طبيعة النهج أو البحث .
علم الثقنيات أو علم المناهج
وهذا يشمل الفلسفة التى توجه البحث والمعارف المتوفرة والوسائل والثقنيات وهذاء يعنى كل باحث يحدد الكيفية أو الزاوية التى سيتناول بها البحث .( 3 )
المراجع
1- أحمد بدر , أصول البحث العلمي ومناهجه , وكالة المطبوعات – الكويت .
2- عقيل حسين عقيل , فلسفة مناهج البحث العلمي , منشورات ELGA فاليتا مالطا 1995.
3- مصطفى عمر التير مقدمة فى مبادئ واسس البحث الاجتماعي , شركة الجديد للطباعة والنشر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق