الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

أطفالنا بين العمل والتعليم

إذا تعرضنا للآثار السلبية لعمل الأطفال على الجانب التعليمي، فيمكن أن نقول إنه ليس أدل على ذلك من أن الأصل هو عدم تشغيل الأطفال والوضع الطبيعي هو وجودهم في صفوف الدراسة، حتى لا تقدم تلك الظاهرة أعداداً إضافيةً تزيد مشكلة الأمية تفاقماً.





وهنا يتبادر تساؤل هام: هل الوضع الحالي للنسق التعليمي وما يحتويه من معوقات أمام الطفل الفقير لاستكمال تعليمه هو الذي يدفع بذلك الطفل إلى ترك التعليم سواء كان البديل الآخر هو العمل أم لا ؟ أم أن عمل الطفل هو الذي يؤثر على قدرة الطفل في استمراره في التعليم  سواء قدرته الجسدية أو عدم وجود تنسيق بين وقت العمل وفترة الدراسة ؟ أو المقارنة بين عائد كل من العمل والتعليم؟ والنتيجة في صالح الاستمرار في العمل على حساب الاستمرار في التعليم، وفي حالة الطفل الذي يريد أن يتعلم ويعمل في نفس الوقت يواجه مشكلة وهي تتمثل في تعارض أوقات الدراسة ويفضل الطفل بالطبع الاستمرار في العمل على الانتظام في الدراسة بناءً علي احتياجاته للمال بالإضافة إلى الإجهاد الذي يعانيه الطفل من جراء العمل لا يساعد على استيعاب الدروس؛ مما يجعله يواجه مشكلة الرسوب أو التأخر الدراسي أو على الأقل عدم إحراز تقدم في الدراسة، وبالتالي يؤدي إلى عدم قدرة الطفل العامل على تنمية قدراته ومهاراته العقلية بسبب الإجهاد الجسمي، وعدم وجود وقت كافٍ، وضعف الطاقة، حيث يحاول الطفل القيام بأعمال الكبار في نفس الوقت ، وذلك لإثبات الكفاءة مما  يضاعف المجهود على الطفل، وبالتالي إحساس مضاعف بالإجهاد الجسمي والنفسي

إذاً كلما زادت فرصة التحاق الطفل بالعمل قلت فرصته في  التعليم حتى إذا كانت هناك تسهيلات للحصول علي قسط من التعليم فإن هذه التسهيلات بالنسبة للعائلات الفقيرة ليس من السهل الحصول عليها وتقديمها للأطفال حتى إن استطاع الطفل أن يجمع بين العمل والتعليم فهو يعاني من مجهود مضاعف قد لا يتحمله لفترات طالت أو قصرت مدة العمل فيه



إلاَّ أنه على الجانب الآخر فإن النسق التعليمي أيضاً قد يترك أثره على الطفل فيجعله يترك التعليم سواء كان يريد أن يتوجه إلى العمل كبديل أم لا , بما يحتويه من صعوبات خاصة بالمواد التي تعلمها الطفل ومدي ارتباطها بالواقع العلمي والفائدة العملية العائدة من تعلمها ، كذلك المشكلات المتعلقة بالتمويل وتوفير مكان لكل طفل، بالإضافة إلى طبيعة المصروفات التي يتطلبها الطفل للاستمرار في التعليم.



بقلم/ د. غادة سلامة

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق