الثلاثاء، 11 أكتوبر 2011

مفهوم القيم وتعريفاتها

             أعداد أ . أنتصار الجطلاوى
                     
  يتفق المشتغلون في العلوم الإنسانية

على ضرورة دراسة القيم وإيجاد تعريفات

تيسر عملية البحث والدراسة، ومعرفة الاختلاف

والتباين حول تعريف القيم، ويستدعي ذلك إلقاء

الضوء على بعض وجهات النظر المتعلقة حول

هذا المفهوم.
      
عرف محمود عودة القيم بأنها " تلك

الأحكام المعيارية التي توجه السلوك

 الإنساني الانتقائي، أو التي تحسم الاختيار الإنساني في مواقف بعينها".  

    
واعتبر حامد زهران القيم بمثابة تنظيمات لأحكام عقلية انفعالية، معممةنحو الأشخاص والأشياء والمعاني وأوجه النشاط، كما ذكر أن القيم موضوع الاتجاهات وهي تعبر عن دوافع الإنسان وتمثل الأشياء التي توجه رغباتنا واتجاهاتنا نحوها،

وهي مفهوم مجرد ضمني غالباً ما يعبر عن الفضل والامتياز أو درجة الفضل الذي يرتبط بالأشخاص أو الأشياء أو المعاني أو أوجه النشاط 

  ويتفق تعريف حامد زهران للقيم مع تعريف مختار حمزة والقيم

عنده أيضاً بمثابة تنظيمات لأحكام عقلية انفعالية معممة نحو الأشخاص والأشياء والمعاني وأوجه الأشياء التي توجه رغباتنا واتجاهاتنا نحوها. وهي مفهوم مجرد ضمني غالباً

ما يعبر عن الفضل أو الأمتياز أو درجة الفضل الذي يرتبط بالأشخاص أو الأشياء أو المعاني أو اوجه النشاط      


يلاحظ أن مفهوم القيمة في ضوء التعريفين السابقين يتضمن بعض المصطلحات التي

تحتاج إلى توضيح




مثل مصطلح تنظيمات لأحكام عقلية.


ويرى عاطف غيث أن القيم "هي الصفات الشخصية التي يفضلها أو يرغب فيها

الناس في ثقافة معينة". وعرف شفيق رضوان القيم بأنها "ذلك العدد

القليل من المثل العليا الأساسية التي يمكن أن تعيننا على تفسير

السلوك العقلي للإنسان لا تتفقالباحثة مع هذا التحديد للقيمة والإشارة

إلى أنها تمثل عدداً قليلاً من المثل العليا

لأن القيمة بمعناها الشامل لا تشير لما هو حسن أو غير مرغوب فيه فقط بل تشير إلى ما هو سيء أو غير مرغوب فيه.
       ويرى ماهر عمران أن القيم "مفهوم عقلي ينعكس في نظرة الإنسان للأمور،

ناتجة عن  اقتناعه المطلق بما يصدره من أحكام متعلقة بأفضلية سلوكيات معينة

دون غيرها تتفق الباحثة في بعض جوانب هذا التعريف إلا أنه يختلف في نظرة الإنسان للأمور التي تحددها الظروف المحيطة به.
      
ويعرف كاظم القيمة على أنها "مقياس أو مستوى أو معيار نستهدفه في سلوكنا ونسلم بأنه مرغوب فيه أو مرغوبٌ عنه      

 نلاحظ بأن هناك خلطاً بين المفاهيم، فلا يمكن اعتبار القيمة مقياساًلأن القيمة تتعلق بجوانب معنوية والمعايير تستنبط من القيم وهي بدائل واختيارات.
 والقياس يتعلق بأشياء كمية فيعتمد على الأوزان التي تحدد درجة كل معيار.
ويرى نادر قاسم أن القيم هي مجموعة الديناميات التي توجه سلوك الفرد في حياته اليومية، بل تعمل القيم بمثابة الوحدة المعيارية التي يتكون منها الضمير الاجتماعي للفرد، ذلك الضمير الذي يستخدمه الفرد في الحكم على مختلف الأشياء - مادية كانت أو معنوية – أو المواقف الاجتماعية التي يواجهها الفرد خلال حياته اليومية قد تتفق الباحثة في بعض الجوانب مع هذا التعريف غير أنها تختلف معه


في اعتبار القيم تنظمات نفسية خاصة فهي قد تكون أيضا تنظيمات اجتماعية

وعقلية.
       تحدث إبراهيم الشافعي عن القيم بوصفها "مجموعة من المعايير والمقاييس المعنوية تنشأ بين الناس ويتفقون عليها على نحو ما ويتخذون منها موازين يزنون بها أعمالهم ويحكمون على تصرفاتهم المادية والمعنوية". ويظهر في هذا التعريف

الخلط بين المعايير والمقاييس الذي يختلف فيه مع الباحثة ولكنه يتفق معه في أن القيم تنشأ بين الناس ويتفقون عليها.
ويرى رشاد عبد العزيز أن القيمة " معتقدات وأحكام مصدرها القرآن الكريم والسنة،

ويتمثلها ويلتزم بها
 الإنسان المسلم، وبالتالي تتحدد في ضوئها علاقته بربه واتجاهه نحو حياته في الأخرة كما يتحدد
موقفه من بيئته الإنسانية والمادية ".
يلاحظ بأن مفهوم القيمة في ضوء هذا التعريف ينظر إليها من خلال منظور فكري إسلامي، ويرى بأن قيم الإنسان المسلم مصدرها القرآن الكريم والسنة والباحثة تتفق معه في ذلك.
ويعرف قاسم الصراف القيم بأنها "أي شيء يعطيه الإنسان وزناً معنوياً".

يلاحظ بأن هذا التحديد للقيم غير واضح، فليس كل ما يعطيه الإنسان وزناً يسمى قيمة.

وترى الباحثة أن بعض التعاريف السابقة قد ركزت على المعنى المجرد للقيمة، واقتصرت

على العوامل

الذاتية، عقلية كانت أو دافعية، وأهملت العوامل الاجتماعية والثقافية، مع أنها عوامل لها

أثرها في اكتساب القيم، كما أن سلوك الفرد يتأثر بقيم المجتمع وثقافته فلا يمكن

التغاضي عن الجانب الاجتماعي

والروحي فهما جانبان مهمان في تحديد القيمة.     

 المراجع
[
]- حسن علي حسن، سيكولوجية المجاراة " الضغوط الاجتماعية وتغير القيم". القاهرة : دار غريب، 1998م، ص171.

- حامد زهران، علم النفس الاجتماعي. القاهرة: عالم الكتب، ط6 ، 2000 ف ، ص 158 .

- محمد شفيق، الإنسان والمجتمع" مقدمة في علم النفس الاجتماعي". الإسكندرية: المكتب الجامعي الحديث، 2006م، ص60. 

 شفيق رضوان، علم النفس الاجتماعس. بيروت: المؤسسة الجامعية للدراسات، 1996م، ص152.

- ماهر محمود عمر، سيكولوجية العلاقات الاجتماعية. الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، ط2، 1992م، ص154.-
محمد إبراهيم كاظم، تطورات في قيم الطلبة " دراسة تربوية تتبعية في قيم الطلاب في خمس سنوات". القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية ، 1962
م، ص14.
 نبيل عبد الفتاح حافظ وأخرون، مقدمة في علم النفس الاجتماعي. القاهرة : مكتبة زهراء الشرق، 1997 م،  ص 209

 إبراهيم الشافعي، الاشتراكية العربية كفلسفة للتربية. القاهرة: مكتبة النهضة العربية ، ط3، 1976م، ص369 .

 رشاد عبد العزيز، وأخرون، علم النفس الديني. مصر الجديدة: مؤسسة المختار للنشر والتوزيع، 1996م، ص199.
- قاسم الصراف، المفاهيم التربوية للقيم المتعلقة بالتسامح في مناهج المرحلة الابتدائية ، مجلة التربية ، الكويت، العدد 13 ، 1995م، ص6

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق