بقلم/ د. غادة سلامة
لن نعيش في عبأة رائحتها نتنة لونها مظلم لا طالما طمست أعيننا من رؤية النور وكثمت أنفاسنا من نسيم الحرية . نسجت خيوطها بقبضة
من حديد كبلت أيدينا ، أحقنت أصواتنا ، أعثرت أرجلنا ، محت أقلامنا اعترضت طريقنا . فرضت علينا ثقافة يسودها الفساد والظلم ، والفقر والجهل احتوتها مكوناتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعكس ثقافة هذا المخلوق المجرد من الإنسانية . فجعل من الليبيين في دائرة لا يسمح لهم فيها بأكثر من أن يأكلون ويشربون ، ويتنفسون هواء لا يبعث فيهم الحياة إلا من أجل العيش فقط دون أن يكون مسموحا بحق الاعتراض أو الرفض أو حتى إبداء رأي أخر قد يختلف عن ثقافته وسياسته التي كانت سائدة.
ولكن الله سبحانه وتعالى حين جعل لهم مخرجا لشرفاء وأحرار هذا الشعب وتنادوا بالحرية وتحطيم القيود فكانوا من المغضوب عليهم والضالين والمارقين عن القانون والخارجين عن طاعة ولي الأمر . فحينها قوبلت صدورهم بالرصاص الحي والميم الطا ، وتساقطت فوق رؤؤسهم شظايا النيران، ودكت بيوتهم ومدارسهم ومدنهم بالصواريخ، وهدمت مساجدهم بالطائرات،
ولكن بفضل من الله عز وجل بادت تلك العبأة وأصبحت جرداء خرقاء وجعل خيوطها أوهن من خيوط العنكبوت وبعزيمة من الثوار وأحرارهم وإرادة الشعب وإيمانه الذي أبى بأن يكون أسيراً ذليلا في تلك العبأة فقد تحرروا وحرروا الوطن وقرروا لن يعيشوا في عبأه معمر القذافي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق