أكد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة -المشرف العام على مؤسسة (الإسلام اليوم)- على أهمية عمل المرأة ودوره في التنمية وقال إن من الجوانب الإيجابية لعملها كسب المال لتستغني هي وأولادها، وتنفق ولتتصدق وتكرم والديها، وهذا من المقاصد الشرعية، ولهذا منحها الله حق التملك، وكانت النساء أيام النبي -صلى الله عليه وسلم- تخرج وتبيع وتشتري، وفي عهد عمر كانت امرأة تُسمّى "الشفاء" كانت هي القيمة المراقبة لأوضاع السوق.. إضافة إلى أن عمل المرأة يعطيها جوانب من القوة والحركة، بدلاً من القعود والركود، فضلاً عن دور المرأة في الحياة، والحياة العامة.
خير من يساعد المرأة
وقال فضيلته في حلقة أمس الخميس من برنامج (حجر الزاوية) الذي تبثه فضائية (mbc) -والتي خُصّصت للحديث عن "عمل المرأة"-: إنه وفق تقارير الغرف التجارية السعودية هناك أكثر من 67% من الأموال المرصودة في البنوك تعود إلى نساء، وهذا يقودنا إلى أهمية بناء ما يُسمّى بالمشروعات الصغيرة والمتوسطة، والعالم كله يتجه إليها؛ في أمريكا ومصر والعالم العربي وغيرها.. وإن إقامة منشآت تجارية صغيرة ومتوسطة ضروري ما دام عندنا نساء يملكن رؤوس أموال كبيرة ، وأنه من الممكن أن تكون المرأة نفسها خير من يوفر فرص العمل لبنات جنسها؛ سواء كان العمل في النسيج، أو الخياطة، أو أعمال كتابة وطباعة، في ترتيب أمور، متناسبة مع طبيعة المرأة وفي جو يحترم قدراً كبيراً من خصوصية المرأة، ويكون فيه ثمرة كبيرة جداً لعملها. وأكد فضيلته على عدم إغفال الجانب النفسي للمرأة وحاجتها لإثبات ذاتها فإحساس الإنسان بالفاعلية جزء من تكوين الإنسان، وأي إنسان يريد أن يكون له اعتبار وأثر من خلال ما يقوم به من عمل.
العمل عن بُعد
ودعا الشيخ سلمان إلى ضرورة وجود خطط لعمل المرأة تراعي تكوينها وطبيعتها، وقال إن بلادنا تفتقد إلى الخطط، وتساءل هل عندنا خطط فيما يتعلق بعمل المرأة لعشر سنوات قادمة مثلاً؟ ولا نعني فقط توفير وظائف، بل توفير وظائف مناسبة لطبيعة وتكوين المرأة، وتكون مناسبة لفهم وثقافة المجتمع، بحيث تبدو مقبولة إلى حد بعيد، وأن يكون هناك تدريب وتأهيل للمرأة لمثل هذا الدور الكبير.مشيراً إلى أن التقنية ولّدت ما يُسمّى بـ "العمل عن بُعد"، العمل من خلال الكمبيوتر والإنترنت، العمل في المنزل، هذا سيوفر على المرأة الخروج، وسيجعلها قريبة من أولادها. سوف يختصر علينا كثيراً من الوقت والجهد، ويقلل من ازدحام الشوارع، وسيوزع العمل بدلاً من أن يتركّز في مكان واحد، ويمكن للمرأة أن تقوم بعمل جزئي، و توظيف طاقات كبيرة جداً من النساء فيما يسمى بالعمل عن بعد، وهذا العمل له تجارب كثيرة جداً، وهناك دراسات في الشرق والغرب تدل على أهمية تدعيم العمل عن بُعد، وتطويره لمساعدة النساء على العمل، حتى ولو كانت امرأة لا تريد أن تعمل وفق شروطك أنت، فهي تريد أن تعمل وفق شروطها هي، و يجب ألاّ تقول إن هذا لا يعنيني ما دامت تتمنع على شروطي؛ فينبغي أن توفر لها عملاً في بيتها، إذا كان ذلك مقدوراً عليه.وربما تكون المؤسسات الخاصة "القطاع الخاص" أقدر على التعاطي مع مثل هذه القضايا من الدوائر الحكومية؛ فالدوائر الحكومية مرهونة في الغالب بكثير من البيروقراطية، بينما القطاع الخاص يستطيع أن يرتب مثل هذه الأشياء بشكل صحيح، وأن يقدم تجارب ناضجة.
المرأة والعمل
وعن الجدل المحتدم حول قضية عمل المرأة في المجتمعات العربية والإسلامية قال فضيلته أنه لا بد وأن نشير إلى:أولاً: لابد من تقبّل الجدل والاختلاف الموضوعي حول هذه القضية.. ثانياً: من الخطأ الكبير أن تتحول هذه القضية إلى سبب لنشوء دوائر من الصراع بين الرجل والمرأة، سواء الزوج أو الزوجة، أو الأب أو البنت، أو جنس الرجل مع جنس المرأة؛ فهما وجهان لعملة واحدة، أو جناحان لطائر واحد، يكمل أحدهما الآخر، ومن الخطأ الكبير أن نسمح بنشوء دوائر من الصراع بينهما، كالصراع على المواقع أو السلطة.ثالثاً: من الخطورة بمكان أن تتحول بعض القضايا إلى لون من المزايدة، أو كسب المواقف أو توظيف قضية ذات بعد اجتماعي كبير، لأمور قد لا تكون في صلب الموضوع. موضوع عمل المرأة لا بد من تناوله بهدوء واعتدال وموضوعية، علماً بأن قضية عمل المرأة قضية دولية، والتقارير تثبت أن 30% فقط من القوة العاملة تخص المرأة، بينما 70% منها تخص الرجل، ولا يصح أن نقول إنه ما دامت المرأة نصف المجتمع، فلا بد أن تكون نصف القوة العاملة؛ فها هي الدول الكبرى والمتقدمة، ومع وجود ثقافات مختلفة، و على الرغم من ذلك هناك تفاوت كبير.وأصّل فضيلته عمل المرأة شرعياً:أولاً: قصة الفتاتين مع موسى عليه الصلاة والسلام (قَالَتَا لَا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ). [القصص:23]. توضح القصة عمل المرأة ومجال عملها، وحاجتها إلى العمل، وطريقة تعاملها مع الرجال الغرباء عندما تحتاج أن تتعامل أو تحتك بهم.ثانياً: قوله تعالى: (وَلاَ تَتَمَنَّوْاْ مَا فَضَّلَ اللّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبُواْ وَلِلنِّسَاء نَصِيبٌ مِّمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً). [النساء:32]. فالمرأة من شأنها أن تكسب وأن تكتسب، وأن الأصل في ذلك أنها تحت دائرة المساواة.ثالثاً: قوله تعالى: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ). [التوبة:71]. هذا يوحي بدور المرأة الاجتماعي، ودورها على صعيد المجتمع، ولذلك يُفترض بالمرأة أن تكون فاعلة في مجال التنمية وصناعة المستقبل وحلول المشكلات، وليس صحيحاً أن المرأة هي مجرد حاضنة أو خادمة في المنزل كما يتصور البعض.رابعاً: آيات الإنفاق في سورة الأحزاب وغيرها يقول الله تعالى (وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ) توحي بأن المرأة- كما هو مقرر في شريعة الإسلام- لها ذمة مستقلة، وتملك حق التصدق بمالها، وليس للرجل عليها في ذلك سلطان.
هل من تعارض؟
وأضاف فضيلته أن البعض يتساءل عن قول له تعالى:(وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) وعما إذا كان يتعارض مع عمل المرأة؟ وأوضح فضيلته أن هذا خطاب يخص نساء النبي صلى الله عليه وسلم.. (يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء). [الأحزاب:32]. فهو خطاب لنساء النبي، وقد يدخل فيه عموم النساء، لكن فيه معاني الخصوصية، مع أن القرار في البيوت هو مطلب؛ لأن البيوت هي الأصل وهي السكن، ومن الطبيعي أن قرار المرأة في المنزل هو أكثر بكثير من قرار الرجل، وخير من يطبق هذا القرار هو المجتمع النبوي ومجتمع الصحابة، وخير من يشرف على هذا التطبيق هو محمد صلى الله عليه وسلم، يقول للنساء "أُذِن لكن أن تخرجن لحاجتكن". خروج المرأة لحاجتها مأذون به، ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا تمنعوا إيماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن"، ويقول صلى الله عليه وسلم: "إذا استأذنت امرأة أحدكم إلى المسجد فلا يمنعها". ولفت فضيلته إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث يأمر المرأة بأن تستأذن، وفي الوقت ذاته يأمر الرجل ألا يمنعها، لاحظ بناء العلاقة الحميمية وليس علاقة الصراع والتربص. وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "وبيوتهن خير لهن" يعني أن تخرج لشيء مفضول؛ لأن الأصل أن صلاتها في بيتها أفضل، وهذا إشارة إلى تعدد الخيارات، وإن كان هناك شيء أفضل في تقييمي ونظري، إلاّ أني لا أفرضه فرضاً على الآخرين، طالما أن الأمر داخل في دائرة الإذن والإباحة.
الإنفاق على البيت
وأردف فضيلته في صحيح مسلم حديث امرأة كانت في حالة "إحداث"، وسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن كان لها أن تذهب: "اذهبي فجدي نخلكِ لعلكِ أن تتصدقي أو تعملي خيراً". أمرها أن تخرج من بيتها، ومعنى هذا أن "القرار" ليس أمراً محكماً، لدرجة أن يقول بعض العوام "لا تخرج المرأة من بيتها إلاّ مرتين: مرة إلى الزوج ومرة إلى القبر"، بل إنه في الجاهلية الأولى كانوا يريدون أن يقتصر خروجها الثاني فقط؛ فكانوا يفرحون بموتها.وأكد فضيلته أن النفقة واجبة على الرجل ، ولكنه خيّر المرأة في مسألة الإنفاق في البيت عندما تكون عاملة ولها ذمة مالية، ذلك أن عمل المرأة سوف يجعل لها ذمة مالية خاصة، مؤكداً أن النفقة في الأصل واجب على الرجل، لكن من الأدب والذوق أن تشارك المرأة في بعض تكاليف البيت ـ ذوقاً وأدباً وليس واجباً شرعياً ـ خاصة وأننا نجد في الشريعة مثل هذه المعاني، مثل أم سلمة عندما استأذنت النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تنفق على الأيتام الذين في حجرها؛ فهذا ما يؤسس لتشجيع المرأة العاملة أن تشارك في تكاليف المنزل.كما حث فضيلته الرجل أن يشارك هو الآخر في عمل المنزل، فما من مانع أن يدخل الرجل المطبخ، وأكد أن ذلك من التواضع أن يشارك الرجل زوجته في عمل أو تنظيف وهكذا.. ونذكر هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم: "يكون في مهنة أهله حتى إذا أذن المؤذن خرج إلى الصلاة". ففيه تأكيد على متانة الروابط داخل الأسرة. وعن الفتاوى التي تقول أن يأخذ الرجل من مال زوجته ما دامت تعمل وتنفق تسع ساعات أو أكثر خارج بيتها. أكد فضيلته أن الرجل لا يحق له أن يأخذ من مال زوجته إلا بطيب نفس منها. المال مالها "ولا يحل مال امرئ مسلم إلاّ بطيب نفس منه"، كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نساء المدينة كن يتصدقن بدون إذن أزواجهن، كما في حديث بلال المتفق عليه "يلقين خواتمهن وخروصهن وأقراطهن في حجر بلال".ونقول هنا إن التوافق ضروري، وهو شيء خارج القانون، فالتوافق بينهما والتسامح وشعور المرأة بأن الرجل قد يؤذيها أو يحاول أن يعرقل استمراريتها في العمل، خاصة إذا لم تكن هناك مشارطة بينهما قبل الزواج، وفي النهاية المرأة العاقلة ستفضل بقاءها في المنزل والأولاد.
ضوابط عمل المرأة
وبين الشيخ سلمان أن القاعدة العامة هي أن تعمل المرأة في جو مناسب محتشم، يتناسب مع طبيعتها وخصوصيتها وأنوثتها، لكن قد تجد المرأة مضطرة لعمل أو يجبرها المجتمع نفسه؛ لأنه ليس كل الضوابط الشرعية يمكن ضبطها، ونقص الضوابط لا يعني إلغاء الباب تماماً، ولذلك فالمرأة عليها أن تتقي الله ما استطاعت، و عمل المرأة في مجال الطب مثلاً أو التمريض، هذا ضرورة مثل عمل الرجل، والمشكلة التي تخص المرأة هي تخص الرجل أيضاً، من جهة أن أي خلل موجود يخص الرجل أيضاً وغيرها من الاعتبارات؛ فلذلك "اتقوا الله ما استطعم"، ولو أمكن أن تكون حلول إيجابية أكثر سماحة لكان أفضل؛ لأنه يتصل بي أناس كثيرون بخصوص لحاق ابنته بالكلية، مما يدل على أن البنت لها رغبة، و هي حافظة لكتاب الله وصالحة، ولكن لها رغبة في هذا الجانب، والأهل ليس لديهم مانع، لكنهم يتخوفون من بعض الاعتبارات. وأكد الشيخ سلمان أن مثل هذا العمل لا غنى عنه في الواقع الاجتماعي والبشري.
اضطرار المرأة
وبين الشيخ سلمان أن القاعدة العامة هي أن تعمل المرأة في جو مناسب محتشم، يتناسب مع طبيعتها وخصوصيتها وأنوثتها، لكن قد تجد المرأة مضطرة لعمل أو يجبرها المجتمع نفسه؛ لأنه ليس كل الضوابط الشرعية يمكن ضبطها، ونقص الضوابط لا يعني إلغاء الباب تماماً، ولذلك فالمرأة عليها أن تتقي الله ما استطاعت، و عمل المرأة في مجال الطب مثلاً أو التمريض، هذا ضرورة مثل عمل الرجل، والمشكلة التي تخص المرأة هي تخص الرجل أيضاً، من جهة أن أي خلل موجود يخص الرجل أيضاً وغيرها من الاعتبارات؛ فلذلك "اتقوا الله ما استطعم"، ولو أمكن أن تكون حلول إيجابية أكثر سماحة لكان أفضل؛ لأنه يتصل بي أناس كثيرون بخصوص لحاق ابنته بالكلية، مما يدل على أن البنت لها رغبة، و هي حافظة لكتاب الله وصالحة، ولكن لها رغبة في هذا الجانب، والأهل ليس لديهم مانع، لكنهم يتخوفون من بعض الاعتبارات. وأكد الشيخ سلمان أن مثل هذا العمل لا غنى عنه في الواقع الاجتماعي والبشري.
العمل والأسرة
وعن ضحايا عمل المرأة وأنه يجني على للأطفال.. أشار فضيلته إلى أن إمكانية التوفيق واردة بين البيت والعمل، وخاصة في عصر التقنية، وفي دراسة أمريكية تبين أن المرأة العاملة تأثير عملها على الصغيرات إيجابي بينما على الأولاد سلبي؛ لأن البنات يستفدن من عمل الأم وأخذها قدوة، بينما الأولاد على النقيض من ذلك يكون تأثير عمل الأم عليهم سلبياً. كذلك العبرة ليست فقط بالوقت الذي تقضيه الأم داخل المنزل، وإنما بالفاعلية والتأثير، كما أن العبرة بالنسبة للعمل ليست بساعات العمل التي تقضيها المرأة أو الرجل، فكم من الموظفين يأتي ويذهب ولا تكون له إنتاجية، إنما العبرة بالفاعلية، العوام يقولون: "ساعة من الغني تغني"؛ لأنها مليئة بالإيجابية والنفع، وبعض الناس تسمعه ساعات، ولكنك تسأم ولا تشعر إلاّ بالتوتر، وأنك قمت كما قعدت.وأكد فضيلته أن قضية الزوج والأولاد قضية مقلقة، لكن إمكانية التوفيق بين العمل الرشيد المناسب وبين البيت ليست شيئاً مستحيلاً، خاصة إذا وُجد التعاون بين الزوجين، وكان هناك من الزوج دعم ومساندة للمرأة، بدلاً من أن يحاول أن يثبت لها في كل مناسبة أن عملها خطأ، ولا ينبغي لها أن تعمل أو تخرج من المنزل أصلاً.
وسلبيات أخرى
وأضاف فضيلته أن ثمة سلبيات أخرى، مثل التوتر، فهناك دراسة أمريكية تثبت أن المرأة العاملة أكثر توتراً من غيرها بسبب ضغط العمل؛ فهذا التوتر ينعكس على شخصية المرأة. كذلك من أبرز السلبيات أن عمل المرأة أحياناً يتم تداوله كما لو كان وسيلة لابتزاز المرأة أو العدوان على المرأة أو التحرش بالمرأة، وهذا ليس سراً، في العالم العربي والإسلامي، وفي البلاد المحافظة وغير المحافظة، وفي العالم الغربي أيضاً.. وفي الغالب يتم اختيار المرأة الجميلة أو المرأة اللعوب لهذا العمل، ويتم ممارسة ضغوط عليها بالاتصال بالهاتف ووسائل كثيرة جداً، ولا سيما إذا كانت ترقية هذه المرأة وحصولها على فرص العيش الكريم وكل الوسائل المتعلقة بعملها إذا كان ذلك في يد رئيسها، وإذا كان هذا الرئيس لا يتق الله ويخافه، فقد يحدث منه هذه الأشياء.. وهذ من أبرز السلبيات مما يجعل كثيراً من الناس يتحفظ على عمل المرأة؛ أو تكون زوجته أو ابنته أو أخته ضحية لهذا الوضع.
تضحية الزوج
وعن التضحية من قبل الزوج، حث فضيلته الزوج أن يكون متقبلاً للخلل الذي قد يحصل نتيجة عمل المرأة.. وأن يكون مساعداً لها كذلك، و يجب ألاّ يصبح الزوج خصماً وإنما يكون مساعداً، فإذا كانت الزوجة معلمة مثلاً فهذا معناه أنها سوف تقوم مبكراً، وكذلك ربما رجع من عمله ولا يجد الغداء مهيأً، فلا بد أن يكون هناك تفاهم بين الأزواج، ونؤكد على أهمية العمل داخل المنزل.وذكر فضيلته أن تقريراً في فرنسا في الستينيات يقول إن عمل المرأة في منزلها خلال سنة كاملة كان حوالي (46) مليون ساعة، بينما عمل الرجال والنساء خارج المنزل خلال السنة كان (45) مليون ساعة.. فمن الممكن أن يكون هناك تنسيق بين الزوجين في شيء من هذا القبيل، فالزوج يمكن أن يكون تاجراً، أو إعلامياً، كاتباً، أو شاعراً. ومن الممكن أن تساعده زوجته في الإعداد، وفي الطباعة، في التصحيح في المراجعة، في أعمال كثيرة.
بُعد اجتماعي
وقال فضيلته أعتقد أن عمل المرأة موضوع شائك وذو بعد اجتماعي؛ وليست مشكلته مشكلة شرعية وإنما هي مشكلة اجتماعية، والشريعة في الأصل وصّت على اشتراك الرجل والمرأة في التكاليف والمسؤوليات، إلاّ ما تم استثناؤه فيما يخص الرجل أو المرأة، لكن الموضوع له بعد اجتماعي ينبغي مراعاته، ليس من المصلحة أن يكون هناك حل مشكلة على حساب صناعة مشكلات أخرى، أو تحول المجتمع السعودي أو غيره من المجتمعات إلى حالات من المنازلة والمنافرة والخصام، أو تحريض المرأة على الرجل أو العكس. أحوج ما يكون مجمعتنا إلى روح من الوداد والرحمة والواقعية والهدوء في التعاطي مع مثل هذه القضايا، والتعامل مع مثل هذه القضايا من منطلق عقلاني هادئ يؤمن بشريعة الله سبحانه وتعالى، والوقوف عند حدوده، ويؤمن بمصالح الناس وتحقيق هذه المصالح.وفي مداخلة مسؤولة في جمعية النهضة النسائية الخيرية في مدينة الرياض وهي جمعية لها أكثر من 45 سنة في خدمة المجتمع والمرأة على وجه الخصوص، معددة عدداً من الأنشطة التي ساهمت في تأهيل المرأة وتوفير فرص عمل لها وإنشاء مصانع نسائية غير مختلطة: أكد فضيلته، أن وجود المتبرعين مطلب، التبرع بكفالة متدربة بحيث يؤهلها أن تكون في سوق العمل الفعلي (في الشركات، في الجمعيات، في البنوك، في المصانع النسائية غير المخلتطة)، ولا شك أن مثل هذه التجربة جديرة بالدعم والمؤازرة، و أن يكون لها غطاء إعلامي جيد باعتبارها نموذجاً من عمل إيجابي، بدل الاكتفاء بنقد الواقع، نقدم نموذجاً وصورة عملية إيجابية لما ندعو إليه.
وتعقيباً على مداخلة عن تفعيل دور الحوار ودوره في الإشكالات الجدلية أكد فضيلته أن الحوار يحتاج إلى تأهيل وتدريب؛ وأن الإنسان المليء بالتعصب، والإعجاب بالرأي، أو المقلد الذي يستمع ويردّد ما يقولون، أو الإنسان الغضوب العصبي، هذا من الصعب أن يكون محاوراً؛ لأنه يعتقد أن ما عنده صواب، وما عند غيره خطأ، وينحصر دوره في أن يقدم النصيحة بشكل محدد للآخرين، فإذا لم يتقبلوها بسرعة، فهو يهاجمهم، ويبدأ بالتشهير، بينما الحوار شرعه الله، وعوّد رسله وأنبياءه عليه حتى مع أهل الكتاب والذين لا يؤمنون. (وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ).
http://islamtoday.net/bohooth/artshow-78-13982.htm
http://islamtoday.net/bohooth/artshow-78-13982.htm
الدرة
ردحذفشركة تنظيف كنب بالبخار بالشارقة
شركة تنظيف سجاد بالبخار بالشارقة
شركة تنظيف موكيت بالبخار بالشارقة
شركة تنظيف ستائر بالبخار بالشارقة
شركة تنظيف بالبخار بالشارقة
تنظيف بالبخار فى الشارقة
شركة نظافة فى الشارقة
شركة تنظيف فى الشارقة
شركات تنظيف الفلل فى الشارقة
شركات تنظيف المبانى فى الشارقة
شركة تنظيف شقق فى الشارقة
شركة تنظيف منازل فى الشارقة
شركات تنظيف المنازل فى الشارقة
شركة تنظيف فلل فى الشارقة
شركة تلميع وجلى رخام فى الشارقة
شركة مكافحة حشرات فى الشارقة
شركة مكافحة الصراصير فى الشارقة
شركة مكافحة الفئران فى الشارقة
شركة مكافحة النمل الابيض فى الشارقة
شركة مكافحة بق الفراش فى الشارقة
شركة مكافحة الرمة فى الشارقة