د.انتصار الجطلاوى
لقد دخل الإعلام العربي مرحلة البث الفضائي منذ بضع سنوات، وذلك من خلال مجموعة من المحطات الفضائية، فقد كان التحدي الذي يواجه هذه المحطات في نوعية المحتوى الإعلامي البرامجي الذي يشغل به ساعات طويلة من البث سواء في محطات عامة أو مفتوحة، كما قدمت هذه المحطات مجالا للتعرف على الأحداث المحلية والفعاليات الاجتماعية والثقافية، مما أصبح بالإمكان متابعته والتعرف عليه من داخل العواصم العربية، ويمكن أن يصل للمشاهد العربي وهو في منزله، الأمر الذي يعمق الصلة بين الشعوب العربية.
والمنطقة العربية لم تكن معزولة عما يجري في العالم من تحديث في استخدام تكنولوجيا الاتصال، بحيث لم تفلح أي قيود أو تشريعات في منع الناس من التعامل مع القنوات الأجنبية وساعد على ذلك تطور هوائيات الاستقبال فقد أصبح عالم المعلومات والإعلام بالفعل عالما بلا حدود.
والمنطقة العربية كانت سباقة إلى الأخذ بتكنولوجيا الفضاء فقد اشتركت الدول العربية في منظمة " الانتلسات " منذ إنشائها عام 1964 ف وانتشرت المحطات الأرضية في معظم الدول العربية، وكان ذلك لإدراك الدول العربية أهمية توفير وسائل اتصالات عربية متطورة تخدم الأهداف الإعلامية والثقافية العربية.
قدمت هذه القنوات نكهة جديدة في العمل الإعلامي، نكهة تلفزيونية تمثلت بالإكثار من البرامج الحوارية التي تعتمد على الاتصال المباشر مع الجمهور، وهذا يعني إعطاء جمهور المشاهدين مكانة مهمة في الصلة مع الوسائل الإعلامية التي يرتقي أداؤها من خلال تواصلها المباشر وتعرفها على الصدى الفوري لجمهور المستقبلين لرسائلها الإعلامية، وأصبحت هذه القنوات تعيش حالة تنافسية يفترض معها إعطاء اهتمام كبير للمواد التي تقدمها، فبعض القنوات تعتبر بعض المجتمعات العربية مكشوفة لمشاهديها انكشافا كليا دون أن تكون قادرة على كشف معلومة واحدة في مجتمعات عربية أخرى.
ونرى أهمية أن تلتفت الفضائيات العربية لتعزيز العمل العربي المشترك وأن تشكل قاعدة لإعلام عربي مشترك يعزز المصالح العربية العليا ويسهم في تحسين الصورة العربية من خلال التخطيط الإعلامي.
وأن تكرس الفضائيات العربية جانبا مهماً من برامجها ومساحاتها الزمنية لمخاطبة الرأي العام الخارجي بلغته والأساليب الحوارية والرسائل الإعلامية التى تجدى معه، حتى لا نتعرض للإساءات التي تطال ديننا الإسلامي وشخصيتنا القومية وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية والثقافية.
وقنوات البث التلفزيوني الدولية عبر الأقمار الصناعية، سيكون لها تأثير بالغ على العلاقات والقيم الاجتماعية الثابتة، أو ما تبقى منها ظل صامدا أمام تأثيرات الحضارة الغربية بمختلف أنواعها، فوسائل الاتصال المتقدمة سيكون لها أثارها غير المألوفة لمعظم شعوب العالم.
[1]- علي المنتصر فرفو ، أسس الإعلام في النظام الجماهيري . مجلة جامعة قار يونس، بنغازي، 1990 م ، ص ص 80 - 81- 82
2- تيسير أبو عرجة ، الإعلام العربي " تحديات الحاضر و المستقبل ". الأردن : دار مجدلاوي ، ط2 ، 2000 ف ، ص203 .
3- القنوات الفضائية العربية في خدمة الثقافة العربية الإسلامية ، تونس: إدارة برامج الثقافة والاتصال . المنظمة العربية للتربية و الثقافة و العلوم ، 1998 م ، ص ص 145 – 146 .
4- تيسير أبو عرجة، الإعلام العربي " تحديات الحاضر والمستقبل ". مرجع سابق ، ص ص ص 204- 205 – 214 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق