الأربعاء، 26 أكتوبر 2011

أثار القنوات الفضائية على الشباب



لقد أصبح موضوع الاتصال من الموضوعات الرئيسة باعتبار الاتصال جوهر استمرار

الحياة الاجتماعية وتطورها، وبدونه يستحيل التفاهم ووجود فعل مشترك بين أفراد

الجماعة، فهو أداة للفرد للتعبير عما في نفسه من أفكار وآراء ودوافع ومشاعر، ووسيلة

لإشباع كثير من حاجاته النفسية والاجتماعية ولإقامة علاقات مع غيره.


  
والاتصال هنا من شأنه أن ينشر المعرفة وينميها فهو كلمة مشتقة من كلمة Communis

اللاتينية و معناها الشيء المشترك فنحن حين نقوم بعملية الاتصال فإنما نحاول أن نوجد

نوعا من المشاركة مع شخص أخر أي بمعنى أننا نحاول أن نشاركه في المعلومات أو

الفكروالاتجاهات.
 ويتضمن الاتصال كل الوسائل الخاصة بنشر المعرفة والأفكار والاتجاهات كالراديو والتلفزيون إلى التبادل اليومي للأخبار والشائعات، وللاتصال اتجاهات متعددة؛ لأنه يعنى بتوصيل الأفكار الأساسية إلى أجهزة الحكم المحلي والحكومة المركزية على السواء، أما التغيير والنمو فإنهما يحدثان فقط برضاء هؤلاء الذين يؤثر فيهم التغيير، فالاتصال والتغيير يعتمد كل منهما على الأخر.


التاريخي لوسائل الاتصال:



تعتبر وسائل الاتصال قديمة قدم الإنسان نفسه، فمنذ وجودالإنسان على هذه الحياة


بفطرته الاتصال والتفاهحاول م وتبادل والاتصالمن الناحية التاريخية والسياسية قامت عليه الجماعة


الإنسانية الأولى فهو وسيلة الإنسان في إشباع احتياجاتهالمباشرة.
 
فوسائل الاتصال قديمة قدم البشرية نفسها حيث لعب الإنسان الدور الرئيسي في هذه المرحلة كقناة للاتصال، والإنسان القديم كان يمارس حياة بدائية بسيطة يقطن الغابات والكهوف ويقضي أياما وشهورا في البحث عن لقمة عيشه، وكان يقص على أفراد أسرته ما يتعرض له من تجارب خلال مغامرات صيده وبحثه عن المأكل والمشرب، فهو بذلك يضع أقدم نواة لوسائل الاتصال، وينفرد بهذه الخاصية عن سواه، مؤكدا على أهمية الاتصال والتواصل بين أفراد البشرية، ثم انتقل بعد ذلك إلى رسم الجدران


ونحت الكهوف، ليبين كيف كان يعيش حياته، فبدون هذه الرسومات، ماكنا لنصل إلى ما وصلنا إليه الأن فعندما كان الإنسان يروي

مغامراته في البحث عن الغداء كان يحذر أفراد جماعته من الأخطار المتوقعة حدوثها لهم وكأنه يقوم بدور المرشد أو الناصح، وهذا هو

أحد أهم ادوارالاتصال.

وبتطور مراحل حياة الإنسان حاول الإنسان القديم جادا، دعم مفهوم القبيلة و كيفية



الدفاع عنها وحمايتها، كل ذلك كان يتطلب إدخال مفاهيم ومواضيع أخرى، بدأت هذه المرحلة عندما عرف الإنسان حياة الاستقرار

والبقاء في مكان واحد، فامتهن الزراعة وقام بنشاطات صناعية، فتطلبت طبيعة هذه المرحلة وسائل إعلامية تستهدف البحث عن حماية

القبيلة وتمجيد الشجاعة ونبذ التخاذل والجبن،وظهرت القصص و الروايات التي تروي أحداث الحروب بين القبائل.
أخذت أساليب الاتصال الجماهيري في المجتمعات البدائية صورا شتى،فاستخدمت النار ودق الطبول وحلبات الرقص، بالإضافة إلى

التجار كوسطاء لنقل الأخبار بين المجتمعات المختلفة، وفي هذا يذكر محي الدين عبد الحليم بأن "الاتصال الجماهيري لم يكن وليد عصر

من العصور أو حضارة من الحضارات، فلا يوجد مجتمع من المجتمعات مهما تفاوتت درجة تقدمه أو تخلفه، كما لا يوجد زمن من

الأزمنة قديما أو حديثا أو وسيطا وقد احتل الإعلام مكانة فيه، لأن الإنسان بطبيعته لايستطيع الاكتفاء بأخباره الشخصية فقط أو أخبار

المجتمع المحدود الذي يحيا بداخله والاتصال مهارة إنسانية متميزة قائمة على استعمال الرموز وتبادلها، فقد سعى الإنسان عبر التاريخ

إلى تطوير مهاراته في الاتصال، وتطوير الوسائل المساعدة في ذلك، وقد تجلت قدرة الإنسان الاتصالية في مجال الاتصال بتطوير

اللغة، وما أعقبها من اختراع للأحرف الأبجدية التي مكنت الإنسان من حفظ المعلومات ونقلها للأجيال المتعاقبة، فقد استعمل الإنسان

وسائل مختلفة للكتابة كالحجر والعظام وورق البردي ولم يمضِ وقت حتى ظهرت الإمبراطورية الرومانية والإغريقية والفينيقية، التي

تطلبت أمور حياتها تبادل الأخبار والاتصال والتعرف على الأحداث المهمة فقد ظهرت تقنيات ووسائل متعددة يتم من خلالها إدخال

إمكانيات لتحقيق أغراض محددة وأهدافٍ ذات أهمية، فظهرت أول صورة لوسائل اتصال مقننة من خلال الخدمات البريدية داخل

وخارج هذه الإمبراطوريات، فقد تم التعرف على وسائل الاتصال عندما انبثقت الدعوة الإسلامية وبدأت في نشر تعاليمها السمحة بين

مكة والمدينة وأجزاء من شبه الجزيرة العربية، وقد شهد أول اتصال منظم ومستهدف عندما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم

بعض المسلمين إلى الحبشة يدعوهم إلى الإسلام، فقد ازدهرت وسائل الاتصال بازدهار الدولة الإسلامية أيام الأمويين، حيث استخدم

الحمام الزاجل في إبلاغ المراسلات، واستعمل نظام بريدي دقيق ومنظم من خلال أفراد متخصصين أوكلت لهم هذه المهام بهيئات

وملابس تختص بهم وتيسر مهامهم وإذا كان الاتصال قد ساعد على استمرار وتطور الحضارة بنقل التراث وكل ما يتعلق بتقاليد

المجتمع من الكبار الناشئين، فالأطوار المختلفة التي مرت بها الثورات التقنية المتلاحقة، قد ساعدت بدورها على تطوير اللغة التي يقوم

عليها الاتصالوقد بلغت صناعة الاتصال في عصرنا الحالي شوطا من الرقي والتطور، الأمر الذي دفع ببعض الباحثين إلى القول بأن عصرنا الحالي هو عصر الاتصال، بل ذهب بعضهم إلى القول بأن الإنسان يشهد ألان ثورة في الاتصال على غرار الثورات الحضارية التي سبقت، كالثورة الزراعية والتجارية والصناعية.مع بداية القرن التاسع عشر ظهرت الصور الفوتوغرافية وتأثيرها على الإعلام الصحفي، ومع بداية هذا القرن الحالي ظهرت وسائل الاتصال كالراديو والتلفزيون، والسينما، فيمكن القول بان المخترعات الحديثة في الاتصال لم تحل محل الوسائل القديمة بل أضيفت إليها.



ومع مرور الزمن صاحب هذا التطور في وسائل الاتصال اختراع الطباعة بألمانيا سنة 1338معن طريق المخترع ألالماني (جوتنبرغ)،ومن ذلك الوقت أخدت وسائل الاتصال شكلها المتفرد، التي تسمت بسرعة انتشارها، وكان لانتشار التعليم الدور البالغ في انتشار هذه الوسيلة المعتمدة في أساسها على ما يقرأ من خلال ما يتم إعداده ونشره من مواضيع ، فلم تحظ الصحف بانتشار واسع، كما حظيت بهم الكتب، و تم صدور أول صحيفة عام 1922 م في انجلترا تدعى "أخبار الأسبوع"، ومن ثم تبوأت الصحافة مكانة مميزة كأحد وسائل الاتصال المتميزة المتسمة بسرعة تداولها وانتشارها وظهرت وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية أثناء الثورة الصناعية


حيث شهدت اختراع أجهزة التلغراف 1844م عن طريق صمويل موريس ثم بعد ذلك جاء جراهام بل باختراع الهاتف ثم الراديو والمذياع، وعلى الرغم من انتشار استخدام الإذاعة المرئية خلال الحرب العالمية الثانية، فإن جذور هذا الاختراع يمتد إلى عام 1839م حيث تطور هذا الاختراع عن طريق ما قدم من بحوث بواسطة ثلاثة علماء هم هرتز و هال فاكس و بيرد وذلك في أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من هذا القرن وتعد الإذاعة المرئية أهم وسائل الاتصال في الوقت الحاضروأخطرها لما تتمتع به من خصائص وإمكانات لا تتوفر في وسائل أخرى و تم عرض أول جهاز لـ"الإذاعة المرئية" سنة 1925م ،ولم يظهر بصورته المتطورة في المعمل إلا في سنة 1929م، ومع انتشار هذا الاختراع والتنبؤ باستعمالاته فأن هذا التفاؤل لم يدم طويلا بسبب اندلاع الحرب العالمية الثانية، فتوقفت معظم المحطات عن البث، والبعض الأخر منها تم استعماله لأغراض تغطية أخبار الحرب والمحاربين ، فقد شهد هذا الاختراع ازدهارا كبيرا عندما تدخل لتسييره، القطاع الخاص وظهر ما يعرف باسم " الإذاعة المرئية التجارية " وذلك عام 1954م، حيث شهدت هذه الصناعة تطوراً مذهلاً.
لو تتبعت البداية الأولى لوسائل الاتصال منذ ظهور عصر الإشارات واكتشاف الحروف للكتابة واكتشاف الإذاعة المسموعة والمرئية وصولا لعصر الرقميات والعالم في حالة تطور سريع في مجال الاتصالات، فقد تلاشت الخطوط بين الثقافات لتكون الفضائيات هي الوسيلة الأسهل والأسرع لمرور الثقافات المحملة بالأفكار والصور المبهرة، حيث أصبحنا نعيش في قرية صغيرة، أي أن العالم أصبح  في حالة اتصال دائم بدون قيود وهذا ما جاءت به ثورة الاتصالات التي أوصلتنا إلى الفضاء، بحيث أصبح الاتصال عبر الأقمار الصناعية قمة التكنولوجيا، وبحيث نتج عن هذه الأقمار الصناعية ظهور القنوات الفضائية، حيث تمكنت بعض الدول من دخول عصر البث المباشر إلى البيوت مباشرة سنة1983، وتزداد الخطورة هنا بأن بعض هذه الدول تمتلك أقمار البث المباشر وتقوم بالبث عمدا وإصرارا ليكون لها التأثير العميق على المشاهد في شتى أنحاء العالم، فلا تكاد تدار أزرار الإذاعة المرئية حتى تبهرك تلك القنوات ببرامجها الجذابة والمتنوعة التي تحمل في طياتها الجوانب الإيجابية والسلبية في نفس الوقت، ومع مرور الوقت ازدادت الأطباق الفضائية وتكاثفت لتضخ الكلمة والصورة ونحن هنا نضع علامة استفهام للدور الذي يجب أن تقوم به هذه الفضائيات ومدى تأثيرها على المتلقي مع انتشار العلوم والمعارف انبثقت ثورة المعلوماتية التي كانت أداة في ظهور الفضائيات فتعددت البرامج التي تنبع من خلال القنوات الفضائية بحيث شهدت هذه الشبكات تطوراً عبر مراحل الزمن.

بقلم :د . أنتصار الجطلاوى

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق