د .عائشة التاورغى
" نشأت
فكرة الجمعيات الأهلية منذ عدة قرون في دول الغرب الرأسمالي ذلك في إطار مفهوم الخير والإحسان وفي ضوء القيم الدينية وارتبطت معظم هذه الجمعيات بالكنيسة غير أن هذا
المضمون قد تطور واتسع استجابة للظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في هذه
الدول بحيث أصبحت لهذه المنظمات مضمون جديد ودور أكثر فاعلية في المجتمعات ".
وتأسيساً
على ماسبق يمكن القول أنه بدأت الجمعيات الاهلية التى تقدم المساعدات للفقراء فى
الظهور منذ منتصف القرن التاسع عشر فى اوروبا ولقد تكونت معظم هذه الجمعيات تحت تأثير اغراض دينية واصلاحية
وكان هدفها تعليم الفقراء اساليب الحياة السليمة وكذلك اثارة الوعى العام
بالمشكلات الاجتماعية السائدة وقد قامت هذه الجمعيات الأهلية على أساس فكرة التطوع
وامتزجت فيها الدوافع الدينية بالدوافع الانسانية فأن الهدف العام لهم رعاية أبناء
الطائفة الدينية.
وإذا ركزنا علي النشأة التاريخية للجمعيات
والمؤسسات الأهلية لوجدنا ارتباطها يشير نحوالعمل الإنساني والإحسان والدين
وظهور الجمعيات الأهلية منذ
بدايتها.
ولا يفوتنا أيضاً تسليط الضوء علي ما أنجزته
الجمعيات من إسهامات تنموية في مجال الرعاية الاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك
الوقت وذلك لكي نستطيع التعرف علي أهم سمات ومميزات الجمعيات الأهلية وما جاء بها
من تدعيم العمل التطوعي ونظراً
لأهمية الدراسة التي نحن بصددها يستوجب لنا
توضيح ذلك.
أولاً / نشأة الجمعيات الأهلية في إنجلترا:
سبقّ لنا الذكر والإشارة علي أن مهنة الخدمة الاجتماعية غير حديثة
إلا أن أصولها وجذورها التاريخية تمتد عبر
أجيال ساحقة إي أن الخدمة الاجتماعية كانت
موجودة إلا أنها تكّاد تكون بصورة الرعاية الاجتماعية
والعمل التطوعي،أما عن المجهودات التطوعية في إنجلترا كانت قائمة علي مساعدة الفقراء والمساكين
والمحتاجين وكانت تقدم عن طريق الكنيسة التي تمثل المؤسسة الأساسية والرسمية
لتقديم المعونات للفقراء كما لها دوراً في إرساء وتقديم المساعدات التي كانت تقتصرعلي
فئة أصحاب الحرف وأيضا كان لطبقة النبلاء والموسرين نصيب لتقدم المعونة للفقراء وإطعامهم وتقديم
الخدمات الطبية والاجتماعية عن طريق المستشفيات والعيادات.
نجد أن ملامح المعونة الطوعية فى
انجلترا كانت تهتم بالإنسان باعتباره بؤرة الاهتمام وكان للدافع الديني دور كبير
وعظيم في إرساء دعائم الإحسان والتعاون والرحمة بين الناس.
وهذا يبدو واضحاً في رعاية الفقير والمريض
والاهتمام بالأرامل والأيتام وتقديم الصدقات للمعوزين والمكفوفين والعجزة،
بالإضافة إلي التعاليم الدينية التي نَادَى بها
آنذاك رجال الدين في ترشيدهم نحو خطوات العمل الإنساني
ومن هنا يتبين
لنا أن صورة العمل الأهلي في إنجلترا أخذت الطابع
الإنساني الصرف وتطهير روح المتصدق والعمل الجاد في تحقيق الرفاهية الاجتماعية
وتحسين مستوى المعيشي.
بالإضافة إلى ذلك كان للأبرشية دور كبيرٌ في تقديم المساعدات للفقراء
والمساكين وتقديم الهبات والإعانات،فمفهوم الإحسان عندهم كان يمثل نسقاً للمساعدة الذي
يضم أو يحدد العلاقة بين القادر والغير قادر في المجتمع قبل ظهور الأديان.
وبظهور قانون الفقراء عام 1601م في
انجلترا نجد أن بدايته كانت على أساس دعم دورالابرشية، فينقسم قانون الفقراء
(القانون الالزابيتى) إلى ثلاث فئات ولكل فئة نوع معين من المساعدة وهى كالآتي:
-
الفقراء القادرون على العمل: ويفرض
القانون الالزابيثي الذي صدر عام 1601
م على هذه الفئة مساعدة الفقراء وتقديم المساعدات المالية
والمعيشية وإنشاء مؤسسات لتشغيل هذه الفئة وإيوائهم.
-
الفقراء العاجزون عن العمل: وتشمل هذه الفئة
كافة المرضى والمسنين والمكفوفين والصم والبكم والمعتوهين، والعجزة، وكما يوصي القانون الالزابيتي بأن من حق
الابرشية إيداع هذه الفئات فى المؤسسات
والملاجئ ومساعدتهم وتشجيعهم على حسب حالتهم الصحية وتقديم المنح العينية كالطعام
والملابس والوقود.
-
الأطفال الذين لاعائل
لهم :وتضم هذه اليتامي واللقطاء والأطفال الذين هجرهم عائلهم أو عائلهم فقيراً
بدرجة لاتسمح له بأعالتهم.
نجد أن ملامح الرعاية الاجتماعية
في إنجلترا بتقديم المساعدة لكافة الفقراء وتصنيفهم حسب قدراتهم ومستواهم الاجتماعي.
وعلى هذا الأساس يمكننا توضيح أهم ملامح العمل التطوعي والرعاية الاجتماعية
في إنجلترا، بدايتها بما قام به رجال الدين بتوزيع الإعانات المالية على كافة
المحتاجين وقاموا أيضاً بزيارة الفقراء في منازلهم للتعرف على أحوالهم وتقديم ما
يستحقونه من معونة ففي عام 1348 ـ 1349 انتشر وباء الطاعون(الموت الأسود) في
إنجلترا فأدّى إلى نقص الأيدي العاملة ،فإذا ركزنا على ما سبق نجد أن لقانون
الفقراء دوراً كبيراً وبارزاً في مساعدة المواطنين.
يبدو أن للكنيسة دوراً أساسياً في تقديم
المساعدة بالإضافة إلى جهود النبلاء والموسرين و المصلحين الاجتماعين والتنظيمات
الأهلية وبالأخص أصحاب الحرف في تقديم المساعدة للشباب الراغبين بالزواج وتعليم
الأطفال الفقراء.
وصفوة القول يّسهم المتطوعون فى
بريطانيا بحهودهم فى الهيئات الاجتماعية الأهلية وخاصة مع الجماعات الشباب، وفى
مكاتب تقديم المشورة ورعاية الأطفال من التلاميذ والمراقبة الاجتماعية
للاحداث،ويبدو نشاط المتطوعين واضحاً فى العمل مع المسنين وذوى العاهات وتمثل جميع
هيئات الرعاية الخاصة فى المجلس القومى للخدمات الاجتماعية.
فقبل
البدء في الحديث والعرض
عن أهم مؤسستي وحركتي تنظيم الإحسان والمحلات الاجتماعية، أود
التوضيح أن أوروبا قد ساهمت
وأبدعت في نشر الوعي الخيري الذي كان في كل من، ألمانيا
وبلجيكيا وفرنسا وهولندا.
ففي فرنسا حيث أنشئت ما يسمى بموائد الفقراء
الذي قام به زائرون متطوعون والقضاة والحكام وكانت تفرض ضريبة على المواطنين لصالح
الفقراء بالإضافة إلي المعونات الحكومية لتمويل الإحسان وكما كان للأب سان
فنسان بول دور كبير في الأحسان باعتبار من أحد الرواد الذين ساهموا في إصلاح
نظام الإحسان في الكنيسة الكاثوليكية، ففي عام 1633م.
نظم
الأب فنسان تنظيم أسماه (فتيات الإحسان) يتضمن تكوين جماعات من الشابات
الصغيرات من طبقة الفلاحين الراغبات في المساهمة بأنفسهم في أعمال الرعاية
والإحسان وتدريبهن علي التمريض وخدمة الفقراء أصبحن بذلك طلائع الاختصاصيات
الاجتماعيات المحدثات.
أما
في ألمانيا فقد وجه مارين لوثر عام 1520م، نداء إلي النبلاء المسيحيين للقضاء علي
التسول بإنشاء صناديق التمويل العام في كل الابراشيات ، فقام مشروع بمدينة هامبورج
شمال ألمانيا عام 1788م، أطلق عليه "مشروع بونش" كان الغرض من
هذا المشروع هو تقديم المساعدة للمحتاجين وتحسين أحوال الفقراء.
وفى
هولندا
ايضاً ظهر عام 1536م قانون يقضي بإنشاء صندوق لتمويل المساعدات وتنظيم الاحسان
جمعاً وتوزيعاً.
نجد أن أوروبا بمجملها كانت متميزة في إنشاء وإبراز ملامح العمل الإنساني وكذلك في
إنجاح فكرة الجمعيات والمؤسسات الأهلية.
أولاً / حركة تنظيم الإحسان
لم تظهر هذه
الحركة إلا في المدن الكبيرة بهدف تنظيم العلاقة بين المؤسسات التي تقدم المساعدات
للمحتاجين،
وبدأت تتغير أهداف هذه الحركة من قيود الموارد المالية التي تؤكد استمرارية
المساعدة إلي فكرة مبسطة عن طريق الزيارة الميدانية المنزلية وذلك للوقوف علي ظروف
الشخص الذي يطلب المساعدة وهذا الشخص الذي يقوم بالزيارة كان يسمي(الشخص الزائر).
أهم الجمعيات التي
ظهرت في انجلترا:
ـ جمعية أصدقاء
الغرباء عام 1785 في لندن.
ـ جمعية أصدقاء
الغرباء عام 1789 في ليفربول.
ـ الملجأ الليلي
للأيتام عام 1930م في ليفربول.
ـ جمعية حماية
الأمراض الاجتماعية عام 1837 في نيولارناك.
ـ جمعية حماية الأمراض
الاجتماعية 1849م لندن.
ـ جمعية تنظيم الإحسان
ظهرت عام 1869 ، بوساطة سكرتيرها تشارلز
لوتش وركزت علي أن الفقير مسؤل عن فقره وان
المساعدات المادية تدمر معنويات الإنسان واحترامه لنفسه.
تري الباحثة حسب وجهة نظرها أن ما جاء به تشارلز
غير مقبول في حق الفقير كما
أن وجهة النظر التي جاء بها (تشارلز) حول
المساعدة المادية
بأنها غير إنسانية لان الفقير والمحتاج مهما كانت ظروفهما
فهما في الحاجة الماسة للمساعدة.
فظهور الجمعيات الأهلية في ذلك الوقت
وحتى وقتنا هذا قد شكل الحيز
الكبير في انتشار العمل الإنساني والقضاء
علي بعض الظواهر والأمراض والمشكلات الاجتماعية والنفسية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت.
ثانياً / حركة المحلات الاجتماعية:
"أسس هذه الحركة مجموعة من قادة الإصلاح
الاجتماعي في إنجلترا في نهاية القرن 19عشر وعلي رأس هذه مجموعة ادوارد دنيسون،وصموئيل
بارنت ،فظهرت هذه الحركة التي تحدد هدفها في العمل في محاربة
الفقر والجهل والبطالة.
كما جندت
هذه الحركة مجموعة كبيرة من طلاب الجامعات في لندن للعمل التطوعي في المحلات التي
تنشأ في الإحياء الفقيرة، وقد أنشئت أول محلة اجتماعية بمدينة لندن عام 1884م ،وسميت
محلة تويني تخليداً لذكرى أحد رواد هذه الحركة وهو ارنولد تويني".
يتضح من العرض السابق
أن محلة تويتي هدفت إلي رفع المستوى التعليمي والثقافي ودراسة
أحوال الفقراء والعمل علي توعيتهم والقضاء علي بعض المشكلات الاجتماعية، فهكذا
كانت المحلات الاجتماعية في انجلترا وبهذا تمكنا من توضيح وإبراز أهمية نشوء وتطورالجمعيات
الأهلية في أوروبا.
نشأة الجمعيات الأهلية في أمريكا:
إذ دققنا
النظر علي فكرة التنظيمات الاجتماعية والمساعدة التي كانت سائدة في أوروبا لوجدنا
أنها انتقلت إلي الولايات المتحدة الأمريكية، بعبارة أخرى أن سبب انتقالها يرجع
إلي
نشر
ونجاح فكرة الجمعيات الأهلية وحركتي تنظيم الإحسان والمحلات الاجتماعية.
"فنظام الرعاية الاجتماعية الذي نشئ ونمي
في الولايات المتحدة الأمريكية،لا يمكن أن
ينفصل عن مثيلاتها في إنجلترا فقد جاءت هذه النظم متأثرة في روحها وفي كثير من
التفاصيل بالنظم الإنجليزية وليس معني ذلك أن الرعاية الاجتماعية في التقاليد
الأمريكية كانت امتداداً للرعاية الاجتماعية الإنجليزية لأن هذه الرعاية إلي جانب
تأثرها بالثرات الإنجليزي قد تأثرت في نفس الوقت بكثير من القوي والعوامل النابعة
من طبيعة القارة الأمريكية ذاتها".
وهذا يعني أن الرعاية الاجتماعية التي كانت
سائدة في أوروبا انتقلت إلي الولايات المتحدة الأمريكية ويرجع الفضل في نقلها إلى
الجهود الطوعية ونجاح الفكرة التطوعية التي كانت قائمة آنذاك علي العمل الإنساني
الجاد.
بدأ النشاط الأهلي التطوعى في بداية
الأمر يتفوق علي النشاط الحكومي وهذا يرجع إلي إسهامات الجمعيات الخيرية في تدعيم
العمل الخيري ونشره وسد العجز في النشاط الحكومي في نفس الوقت وبعبارة أخرى نتج عن
خلال التلاحم الذي أمتاز به القطاع الأهلي في ذلك الوقت في مجال الرعاية الاجتماعية
وميادين العمل التطوعي ظهور اتجاهين أساسين هما:
-
الاتجاه الأول/
نهج هذا الاتجاه الأول من الحكومة وتمثل في إنشاء مجالس علي مستوي الولايات وعرفت باسم
مجالس الولايات للشؤون الاجتماعية بطبيعة الحال كان الغرض الأساسي من إنشاء مثل
هذه مجالس هو الإشراف علي الملاجئ.
- الاتجاه
الثاني /
انتشار المؤسسات التطوعية والجمعيات الأهلية وجاء هذا الاتجاه متأثراً بما كان
عليه مسبقاً في انجلترا وهو إنشاء جمعية تنظيم الإحسان عام1877م.
يمكننا القول بأنّ من خلال
الاتجاهين السابقين نستنتج ظهور بدايات تنظيم المجتمع كطريقة متعارف عليها والطريقة الثالثة من طرق الخدمة الاجتماعية.
أهم ملامح العمل التطوعي في الولايات
المتحدة الأمريكية:
اولاً / جمعيات تنظيم الإحسان:
ظهرت جمعية تنظيم الإحسان
وأولها في مدينة بافلو عام 1877م، فكان هدفها هو العمل الإنساني التطوعي كما انتشرت
جمعيات تنظيم الإحسان في أكثر من 25 مدينة أمريكية،
بعد أن كانت هذه الأجهزة تعتمد في عملها على متطوعين كما أنشئت جمعية تنظيم
الإحسان وخرجت العديد من الاختصاصين الاجتماعين في مختلف مجالات الخدمة الاجتماعية.
نجد أن جمعيات
تنظيم الإحسان قد ساهمت بشكل ملحوظ في تشجيع المتطوعين بالالتحاق بمدارس الخدمة
الاجتماعية وهذا يبين لنا أن معظم المتطوعين في ذلك
الوقت أصبحوا اختصاصيين اجتماعيين.
ثانياً / المحلات اجتماعية:
أنشئت أول
محلة في الولايات المتحدة بمدينة نيويورك عام 1887 م، وفى مدينة شيكاغو عام 1889 م .
أهم الجمعيات التي كانت لها إسهامات في العمل التطوعي
بالولايات المتحدة الأمريكية:
ـ عام 1817 إنشاء أول مدرسة أمريكية لتعليم وتدريب فاقدي السمع .
ـ عام 1818 إنشاء جمعيات الحماية ضد الفقر
الشديد في نيويورك .
ـ عام 1881 تكوين جمعية الصليب الأحمر الأمريكية.
ـ عام 1897 إنشاء أول مستشفى للمعاقين من الأطفال
بمدينة مينيسوتا بالولايات المتحدة.
ـ
عام 1899 إنشاء أول محكمة لرعاية الأحداث على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية
وكان مقرها شيكاغو.
ـ عام1904 إنشاء
مدرسة الخدمة الاجتماعية بمدينة نيويورك عام تشكيل الجمعية 1918 الأمريكية
للاختصاصين الاجتماعين في المجال المدرسى.
ـ عام 1929 تشكيل
الجمعية الأمريكية للاختصاصين الاجتماعين العاملين في مجال الطب النفسي.
بالإضافة إلي صدور عدة قوانين خاصة
بالتأمين الاجتماعي الأمريكي والجمعية القومية الأمريكية للاختصاصين الاجتماعيين
وصدور قوانين حماية الأحداث الجانحين وتطبيق نظام المساعدات الطبية الفيدرالي
وإصدار خطة فيدرالية للمساعدات الموجهة للأسرة الأمريكية علي مستوي الولايات
المتحدة الأمريكية.
"يعتبر النشاط الأهلي في مجال الرعاية الاجتماعية قديماً ومعاصراً لنشأة المجتمع المصري الحديث وقد عرف الإنسان بميله للتعاون مما دعا إلي مؤازرة جهود غيره من الأفراد لمواجهة المشكلات التي يتعرضون لها في محاولة إيجاد حل لها".
وهذا يعني أن فكرة الجمعيات الأهلية كانت في بداية الأمر عبارة عن الجهود التطوعية يقوم بها مجموعة من الناس تتوفّر فيهم شروط وصفات المتطوعين كما سبق الإشارة بذكره في الفصل السابق وكذلك اتضح أيضاً من المصريين وهم الأوائل في إنشاء فكرة العمل التطوعي كما جاء في الحضارة المصرية الفرعونية قديماً، تم تطور عبر المراحل التاريخية إلا أنّه وصل في الوقت المعاصر في شكل الجمعيات الأهلية والمؤسسات والمنظمات الغير الحكومية.
"ابتليت مصر منذ نهاية الحكم الإسلامي بحكم المماليك ثم بالفتح العثماني سنة 1517م،حيث عثوا في أرضها فساداً وساءت أحوال البلاد المحلية خاصة بعد أن تحولت التجارة إلي رأس الرجاء الصالح".
بمعني آخر خلال تلك الفترة ساءت الأحوال الاجتماعية والاقتصادية ونتج عن تلك الأحوال السيئة آثارٌ سلبية علي الحياة الاقتصادية والاجتماعية وانتشرت المشكلات الاجتماعية والاقتصادية المتمثلة في مجموعة من الأمراض الاجتماعية من أهم تلك الأمراض والمشكلات هي انتشار الخمور والانحطاط الخلقي والمخدرات والشذود الجنسي وانتشار البطالة وغيرها من المشكلات التي انتشرت بشكل واضح وملحوظ في ذلك الوقت.
وقد شكلت الكتاتيب والتكايا الموقوفة دوراً كبيراً في القضاء علي تلك المشكلات والأمراض الاجتماعية فكان الهدف منها هو القضاء علي الإساءة التي تعرض لها بعض الناس ومعالجة المشكلات ومساعدة الفقراء والمحتاجين والمتسولين وبالإضافة إلى ذلك إيواؤهم في الملاجئ والتكايا وتعليم الأطفال ونصحهم وترشيدهم وهذه من ضمن الجهود التي قام بها شباب الأزهر ورجال الدين.
وبالرغم من أن مصر قد تعرضت لبعض الحروب والمشكلات قبل ظهور الجمعيات الأهلية إلا أن ملامح العمل التطوعي والرعاية الاجتماعية كوسيلة للقضاء علي تلك المشكلات ،وهذا يرجع للجذور التاريخية للعمل التطوعي لدي المصرين القدماء ،وبالإضافة إلي ذلك فالعمل التطوعي كان بمثابة سلاح يستخدمه الناس حتى بكلمة واعية وهادفة للإصلاح ضد الفساد ، وهذا يكمن عبر نشر الثقافة الطوعية والإعلام والتثقيف والإرشاد.
أهم الجمعيات الأهلية التي كانت منتشرة في جمهورية مصر العربية:
ـ جمعية الخيرية اليونانية الأولي في الإسكندرية عام 1821م.
ـ جمعية المعارف عام 1868م والتي عنيت بالتأليف والطباعة والنشر.
ـ جمعية الجغرافية عام 1956م التي عنيت بالاتجاهات الجغرافية والعلمية والتدوين والنشر.
ـ جمعية الخيرية الإسلامية الأولي عام 1878 والتي كان الدافع من إنشائها شعور علماء الدين وغيرهم بطغيان النفوذ الأجنبي وتدخل الأجانب في شؤونهم.
ـ جمعية مكافحة السل والجمعية المصرية لمحاربة الدرن الرئوي "بالإسكندرية حالياً بغرض الرعاية والمساعدة سنة 1902م.
ـ جمعية المصرية لرعاية العميان بالزيتون (القاهرة) والتي رعاها كثير من القيادات الحكومية آنذاك.
ـ جمعية المصرية لرعاية تأهيل الصم وضعاف السمع بمصر الجديدة كان هدفها المساعدة بين الناس وحل مشكلاتهم.
فى ضو ماسبق فأن الجمعيات الخيرية قد تمثل أهم الأجهزة لممارسة برامج الرعاية الاجتماعية ومجالات العمل التطوعي فالدافع الديني كان هو المحرك الأساس للقيام بالأنشطة التطوعية آنداك.
ملامح الجمعيات الأهلية والعمل التطوعي في دول الوطن العربي
ـ المملكة العربية السعودية:
جمعية الوفاء الخيرية النسائية للرعاية الأسرية: تعد هذه الجمعية إحدى الجمعيات التي أنشئت بمدينة الرياض لرعاية والاهتمام بالأسرة، وتقديم الخدمات لها ورعاية أطفالها والعناية بالأمهات وتوعية المرأة السعودية نحو تنمية المجتمع ، كما كان من أهم أهداف هذه الجمعية هو المساعدة في رفع مستوى الأسرة السعودية وتوعية المرأة ورعاية الأمومة وتقديم المساعدات العينة والمالية، بالإضافة إلي القيام بزيارات ميدانية للأسرة بهدف إرشادهم وتوعيهم وتوجيهم ونشر الوعي الديني وتوفر مكتبة للجمعية التي كانت من أهم إسهاماتها إقامة المحاضرات والندوات الدينية وتقديم الجهد التطوعي.
جمعية النهضة النسائية الخيرية:
هدفت للرفع من مستوى المرأة وخلق المواطنة الصالحة والرفع من مقامها ومستواها كزوجة وأم وأخت وكذلك من حيث الجانب الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ومساعدة الأطفال علي التكيف الاجتماعي داخل الجمعية والتشجيع علي تحقيق التبصير الاجتماعي لحل بعض المشكلات النفسية والاجتماعية.
إن المملكة السعودية لها باع كبير في دعم العمل الإنساني الخيري في كافة المجالات المتنوعة حتى وقتنا هذا ولعل هذا يبدو واضحاً منذ سنوات مضت.
ـ المغرب:
أما في المغرب فقد نشأت تنظيمات تلقائية ذات طابع ديني مثل "الزاوية" التي كانت في الأصل مقابر للأولياء والصالحين، وكان الناس يتوافدون عليها لممارسة الطقوس الدينية والتقرب من الأولياء الصالحين ،فكانت تسمى الزوايا ، بالإضافة لذلك تقدم المساعدات الخيرية للمرضى والفقراء والمحتاجين والأرامل والأيتام، من الصندوق المخصص لعمل الخير والإحسان ،كما كانت هناك ايضاً تنظيمات حرفية تسمى"الحنطة"، تقوم بتعليم الأطفال والشباب بعض الحرف التقليدية بأنشطة اجتماعية لحفلات العرس وترفيه الناس وتنظيم الرحلات لهم.
ـ السودان:
أنشا العلماء في مناطق السودان المختلفة مايسمى"الخلاوى" وهى مدارس لتحفيظ القران الكريم والحديث وأصول الدين للأطفال والكبار النساء والرجال كما وجدت أيضا مايسمى "بحركة النفير"، وهى حركة تستنفر الشباب خاصة للمشاركة في بناء المنازل وكانت هناك لجان تطوعية من كبار السن في الأحياء والقرى تساعد الشباب على الزواج بتكاليف متفق عليها حيث يتم الزواج بشكل جماعي خلال الأعياد الدينية وسميت هذه الطريقة من الزيجات باسم "الكورة".
بالإضافة إلى ذلك شهد العمل التطوعي في السودان نشاطاً ملحوظاً من أمثلة ذلك أنشا الشيخ "بابكرى بدرى" لمدرسة الرفاعة الابتدائية بجهد خاص من لجنة من أهل الخير عام 1904م، ثّم أسس في أم درمان مدارس الأحفاد الأهلية التي أصبحت بعدئذ جامعة الأحفاد للبنات ،كذلك تم تكوين لجنة لإنشاء المدرسة الأهلية المتوسطة لمقابلة احتياجات المواطنين الذين لايقبلون بالمدارس الحكومية كما أنشئ معهد عرف بملجأ "القرش" لإيواء الأطفال المحتاجين وتعليمهم وتدريبهم على بعض الحرف.
ـ فلسطين:
ثأترت صور العمل التطوعي في فلسطين منذ بداية القرن العشرين بظروف الحرب والاحتلال البريطاني ثّم الاستعمار الاستيطاني الصهيوني كما خلفت الحرب العالمية الأولى كثيرا من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وهذا مما أدى إلى ظهور فئات كثيرة تحتاج للرعاية والمساعدة فنظم المواطنون في شكل تجمعات خيرية كبديل عن المؤسسات الحكومية و بالجدير بالذكرأن العنصر النسائي كان غالباً في المؤسسات الأهلية وبذلك الوقت.
ـ اليمن:
كانت صور العمل التطوعي في اليمن قديماً قدم البشرية متأثرة بالدين والأعراف والعادات الاجتماعية والقبلية التي مثلت آنذاك الدور الجوهري في تقديم الخير والإحسان كحافز ودافع لكافة المحتاجين والمتضررين وتقديم لهم المساعدة والمعونة بتعاون الناس بعضهم البعض، بالإضافة إلى إقامة الأعمال الإنسانية والتي تعود بالنفع على الإنسان مثل بناء السدود والحواجز المياه وقنوات الري وصهاريج وحفظ المياه وإقامة المدرجات الزراعية وبناء المساجد.
بعبارة أخرى فالعمل التطوعي في اليمن ظهر نتيجة عدة عوامل داخلية منها وخارجية التي تمثل في تأثير حضارة ثقافة الشعوب أخرى وخاصة الثقافة الغربية وعلى وجه الخصوص البريطانية منها بحكم وجود الاستعمار البريطاني في الشطر الجنوبي سابقاً، أما العوامل الداخلية قد تتمثل في نشاط وعى من المتثقفين والسياسيين واليمنيين المستنيرين ومبادرتهم في تأسيس عدد من منظمات وجمعيات أهلية تطوعية.
ـ موريتانيا:
شهدت موريتانيا تقدماً ملحوظاً في الحركة التطوعية منذ بدايتها وحتى الآن وهذا التقدم النوعي يتأثر بالظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمع العربي الموريتاني وبمساره التاريخي،كما أن هنالك مجموعة عوامل التي لها تأثير واضح على توجيهات وأهداف ودور العمل التطوعي، بالإضافة إلى ذلك كانت للجمعيات الخيرية والتطوعية دور كبير في إبراز الحراك التطوعي.
فهي أقدم الأشكال للعمل الإنساني امتداداً لنظام الزكاة ومفهوم الصدقة الجارية التي تمثل في الوقف في الإسلام والنظام العشور عند المسيحية انعكاساً لقيم التكافل الاجتماعي التي تحُظي عليها الأديان وقد قامت هذه المنظمات الدينية بدورٌ كبيرٌ في نشر التعليم والثقافة الدينية إلى جانب تقديم الخدمات والمساعدات الإنسانية أما عن مساهمة المرأة في مجال التطوعي فكان لها النصيب ايضاً في المجال المشاركة التطوعية ومن خلال نظام " أتويزة " وكفالة الايتام ومساعدة العجزة والفقراء وغيرها من التنظيمات الاخرى.
ـ سوريا:
أن من أهم العوامل المحفزة على نشأة الجمعيات الأهلية والمؤسسات التطوعية في سوريا ،هي التعاليم والمبادئ المستمدة من الأديان السماوية والتوجيهات المنبثقة منها.
فالدين الاسلامى لعب دورٌ كبيرٌ فئ تحفيز العمل الخيري ،كما هو الحال في مختلف بلدان الوطن العربي ،ولعل هذا واضحاً في أركان الإسلام التي تهدف إلى العطاء والتطوع والمساعدة وتشكيل أموال الزكاة أحد أهم مصادر التمويل للعديد من الجمعيات الخيرية في المجتمع الإسلامي.
ـ الكويت:
لقد أدرك الكويتيون أهمية الأسرة فتعاونوا بها واستطاع الكويتيون أن يضموا التعليم وأن كان بسيطاً جداً لأبنائهم من خلال الجمعيات الأهلية التعليمية غايةٌ في القدم حيث كان يوجد في كل حي إمام مسجد (ملاٌ) أوسيّدة متُدينة (مطوعة) يجدان القراءة والكتابة وكان يوكّل إليها بمهام التدريس لأبناء الحي على أن يحرص أولياء الأمور على توفير على توفير المتطلبات الأساسية التي تضمن استمرار الملاٌ أو المطوعة في أداء هذه الرسالة السامية ،وقد كان في كل حي تقريباً مجلس التعليم أما يكون في بيت المطوعة أو في المسجد لدى الملاٌ.
ومن ناحية أخرى مر المجتمع الكويتي في بدايته بأزمات هددت استمرار وجوده، إلا أن توحد سكانها وتعاون لمواجهة تلك الأزمات ومساعدة بعضهم البعض بشكل كبير .
على تجاوزها والتقليل من أثارها وتداعياتها على الكويت وأهلها، ونذكر على سبيل المثال تلك الأزمات مايلى :
ـ أزمة الهيلق (1869ـ 1871 م ):
وهى سنوات القحط والمجاعة مرت على الجزيرة العربية وفارس حيث هاجر الكثير من أبناء فارس إلى الكويت وكان للعديد من أهل الكويت الأفاضل دور كبير في مواجهة هذه الأزمة ومن الذين يذكرهم التاريخ بأنهم واجهوا تلك الأزمة (السيد يوسف البدر، والسيد يوسف الصبيح).
ـ بناء السور الكويت(رمضان 1919م)
حيث تطورت الكويت وكثرت خيراتها واشتهرت بأنها دار أمن وأمانة ودخلت ايضاً في العديد من الحروب لصد الهجمات الغزاة الطامعين في خيراتها ،وفى رمضان من عام 1919م أدرك الكويتيون حاجتهم الماسة إلى وجود خط دفاع منيع يحفظ بلدان من هجمات الغزاة ويحفظ استقرارها من بعض المشكلات والأزمات التى قد تتعرض لها .
ـ عام الغرق (سنة الهدامة):
في عام (1934م) بلغ هطول الأمطار منتهاه فأغرق الناس وهدم البيوت فتْنادي الناس طواعية لنجدة بعضهم بعضاً ،ينتشلون الغريق ويؤون من تهدمت بيوتهم بسبب هذه الأزمة .
أهم الجمعيات و ملامح النشاط التطوعي التي ظهرت قبل الاستقلال بسنوات عديدة:
ـ الجمعية الخيرية سنة 1913م.
ـ المكتبة الأهلية سنة 1922م.
ـ النادي الأدبي 1924م.
ـ نادي كتلة الشباب الوطني 1938م.
ـ النادي الثقافي في منتصف الأربعينات.
ـ النادي الأهلي 1951م.
ـ جمعية الإرشاد الإسلامية 1952م.
ـ النادي الثقافي القومي 1952م.
ـ الرابطة الأدبية 1958م.
ـ الرابطة الكويتية 1958م.
وبهذا تمكنت الباحثة من أبراز وتوضيح أهم ملامح وطبيعة واقع الجمعيات الأهلية والعمل الإنساني في بعض بلدان الوطن العربي والتي لازمت الدين الإسلامى عند قيام بالأعمال التطوعية ومما أدى إلى انتشارها ونجاحها.
مصادر تمويل الجمعيات الأهلية:
يعتبر المال هو عصب الحياة لأيّة هيئة أو مؤسسة أو جمعية،وبهدا تحاول كل جمعية الحصول على دعم البرامج والمشروعات بوسائل متعددة منها ما هو فردى ومنها ما هو مشترك.
أولا/ التمويل الفردي:
تتحدد مصادر التمويل الفردي التي تلجأ إليها الجمعيات الأهلية لتمويل جمعياتها ومؤسساتها وعن طريق التبرعات والاشتراكات ،فمثلاً التبرعات على سبيل المثال تتم جمعها عن طريق إقامة الحفلات، والأسواق الخيرية، الصناديق المقفلة، الإيصالات، الطوابع، البطاقات، إقامة المباريات الرياضية،أما الاشتراكات فهي الأموال التي يدفعها الأعضاء المشتركون في الجمعيات ويختلف فئة الاشتراك من جمعية لأخرى حسب ما تحدده لائحة النظام الاساسى للجمعية.
ثانياً /التمويل المشترك:
تتحد مصادر التمويل المشترك في ثلاثة أنواع وهى،تمويل الجمعيات ذات الأغراض المشابهة ،إى التي تتشابه في الأهداف التى تسعى في تحقيقها،تمويل الجمعيات الكبيرة والتي لها فروع في المناطق المختلفة، بالإضافة إلى إعداد جهاز تنظيمي يسمى جهاز صندوق التمويل المشترك يهدف إلى تنظيم الجمعيات في شكل منظم يكون مصدر التمويل عن طريق الاشتراكات الشهرية وتحديد قيمة الاشتراكات الشهرية وعائد نشاطها واستثماراتها والتبرعات والهبات المرخص بجمعها والمصرح بقبولها قانوناً.
وهكذا كانت الجمعيات الأهلية تمول مصادرها،ذلك وفق دراسة احتياجات المجتمع وتحديد موارده التي يمكن الاعتماد عليها في مقابل الاحتياجات بشكل عام.
[1]
ـ كوثر الغانم، منظمات المجتمع المدني في دولة الكويت، كونا: مركز
المعلومات والأبحاث، 2005ف، ص ص32 ـ35.
[1]
ـ محمد عودة واخرون، واقع ومستقبل المنظمات الأهلية العربية
"دراسة لأربعة أقطار عربية"، دار النشر: دار المستقبل العربي، 2000ف،
ط1، ص61.
.
[1]
ـ شهيدة الباز، المنظمات الاهلية العربية على مشارف القرن الحادى
والعشرين محددات الواقع وآفاق المستقبل، القاهرة: لجنة المتابعة لمؤتمرات
التنظيمات الاهلية العربية، دارالكتب القومية، ص ص 48 ـ50.
[1]
ـ محمد سلامة محمد
غباري، الخدمة الاجتماعية ورعاية الأسرة الطفولة والشباب، المكتب الجامعي الحديث،
ط 2،1989ف ص ص95- 96ـ101.
ـ
محمد سيد فهمي، مدخل إلى الرعاية الاجتماعية، دار المعرفة الجامعية، 1996ف، ص187.
ـ
أحمد مصطفى خاطر، الخدمة الاجتماعية ("نظرة تاريخية ـ مناهج الممارسة ـ المجالات)،
مرجع سبق ذكره، ص ص91 ـ 96.
[1]
ـ
محمد سيد فهمي، التأهيل المجتمعي لذوي الاحتياجات الخاصة، دار الوفاء الدين للنشر
والطباعة، ط1، 2007ف، ص 373.
ـ
الفاروق زكي يونس، الخدمة الاجتماعية و التغير الاجتماعي، مرجع سبق ذكره، ص50-51.
[1]
ـ أحمد مصطفى خاطر، الخدمة الاجتماعية (نظرة تاريخية ومناهج الممارسة
والمجالات )، مرجع سابق، ص ص 89 ـ 90.
[1]
ـ
ـ
هناء حافظ بدوي، طريقة تنظيم المجتمع "أسس ومبادئ "، الإسكندرية: دار
المعرفة الجامعية ،1999ف، ص 85- 86.
[1]ـ أحمد مصطفي خاطر،
الرعاية الإجتماعية، التطور التاريخي، اسهامات الحضارات المختلفة بحوث فى مجالاتها،
الإسكندرية:المكتب الجامعي الحديث، ص 76.
[1]ـ راشد عبد اللطيف،
نماذج ومهارات طريقة تنظيم المجتمع في الخدمة الاجتماعية، مرجع سابق، ص35.
1
ـ مدحت أبو النصر، إدارة الجمعيات الأهلية
في مجال الرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، القاهرة: دار النشر مجموعة النيل
العربية، سلسة رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ط1،2004 ف،ص52 .
2
ـ أحمد محمد اظبيعة ،الرعاية الاجتماعية فى ليبيا، بنغازى: دار الوطنية،2005ف، ص16.
1 ـ محمود حسن،
الخدمات الاجتماعية المقارنة، بيروت: دار النشر إدارة النهضة العربية،1982ف،ص ـ 70.
هل من الممكن ربط المراجع باشارات مرجعية في النص
ردحذف