الجمعة، 27 يناير 2012

المفاهيم والمصطلحات الدالة عن الفئات الخاصة


 قد شهد القرن العشرين تطوراً كبيراً في الاهتمام بالمعوقين على المستوى العالمي , تمـثل في العديد من المواثيق التي صدرت عن هيئة الأمم المتحدة , كان من أبرزها إعلان عام 1981م عاماً دولياًّ للمعوقين , ولقد نشطت الدول إبان ذلك العام في تطوير برامجها في مـجال المعوقين , لذا أعلنت الأمم المتـحدة عقد الثمانينيات عقداً دوليـاًّ للمـعوقين
1- مفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة-
والمقصود بذوي الاحتياجات الخاصة  :هم المعوقون , حيث يذكر أن هناك اتجاهات تربوية حديثة لاستخدام مسمى ذوي الاحتياجات الخاصة بدلاً من مصطلح ( معوقين ) , لأن المصطلح الثاني يعبر عن الوصم بالإعاقة , ومالها من آثار نفسية سلبية على الفرد .فمن وجهة النظر الانسانية يجب إلا نصف المصابين بالعوق بالعجزة , حيث لم يعد يستخدم تسمية العوق فى العديد من المؤسسات والهيئات والأفراد العاملين فى مجالات الرعاية الصحية والتربوية والسلوكية والاجتماعية لذوى الحاجات الخاصة .


- 2والمفهوم الثانى لذوى الاحتياجات الخاصة.
 يقوم على أساس أن في المجتمع أفراداً يختلفون عن عامة أفراد المجتمع ، ويعزو المصطلح السبب في تلك إلى أن لهؤلاء الأفراد احتياجات خاصة يتفردون بها دون سواهم ، وتتمثل تلك الاحتياجات في برامج أو خدمات أو طرائق أو أساليب أوأجهزة وأدوات أو تعديلات تستوجبها كلها أو بعضها ظروفهم الحياتية ، وتحدد طبيعتها وحجمها ومدتها  الخصائص التي يتسم  بها كل فرد منهم .
ولإن اختلف هذان المصطلحان في شكلهما إلا أنهما يتفقان في مضمونهما .
-  الفئات الخاصة :
 ويدل هذا المصطلح على أن المجتمع يتكون من عدة فئات , ومن بينها فئات تتفرد بخصوصية معينة  فمنهم الأفراد الغير عاديين الذين يختلفون عن الافراد العادين أو الافراد المتوسطىين , من حيث القدرات العقلية أوالجسمية أوالحسية أومن حيث الخصائص السلوكية أو اللغوية أو التعليمية  إلى درجة يصبح ضروريا معها تقديم خدمات التربية الخاصة والخدمات الخاصة المساندة لتلبية الحاجات الفريدة لدى تلك الافراد .
                          
-  ذوي الاحتياجات التربوية الخاصة :-
ويطلق هذا المصطلح على الفئة العمرية التى تتمثل فى تلاميذ المدارس أو ما قبل مرحلة الدخول إلى المدرسة , كما تتحدد طبيعة احتياج هؤلاء التلاميذ بأنها ( تربوية )  , ويركز المدخل التربوي علي مقومات القابلية للتعلم، ومدى القصور فى الاستعدادات التحصيلية والاستجابة للمثيرات والخبرات التعليمية، ويعطي المدخل التربوي لمستويات الذكاء وقياسها أهمية كبيرة كأساس لتصنيف الأطفال ذوى الإعاقة العقلية، كما يضع فى الإعتبار خصائص سلوكهم التكيفي، ويقدم الخبرات والخدمات التربوية والعلاجية بناء على مستوى ذكاء الطفل وكما يقاس باختبارات مقننة موثوق فيها وبخاصة "اختبار ستانفورد- بينيه" و "اختبار وكسلر –بلفيو" لتشخيص هذه الفئة من الأطفال واتخاذ اجراءات تسكينها فى المؤسات التربوية المناسبة لهم.
ويذهب المدخل الاجتماعي إلى التركيز على الخصائص الاجتماعية والسلوك الاجتماعى، ونقص النضج الاجتماعي، وانخفاض مستوى الكفاءة الاجتماعية للفرد، وعدم مقدرته على تفهم المواقف الاجتماعية ومسايرتها؛ وتتخذ هذه التعريفات من كل هذه الخصائص معيارا أساسيا لتحديد الأشخاص ذوى الإعاقة العقلية وفئاتهم المختلفة، أي تعرف هذه الفئة من ذوى الاحتياجات الخاصة على اساس سلوكهم الاجتماعي والتكيفي
و تؤكد التعاريف التربوية على عدم قدرة الفرد المعاق عقليا على التعلم ويعد هذا القصور من وجهة نظر هذه المدرسة المعيار الأساسي للتعرف على الإعاقة العقلية وتصنيفها حيث تشير هذه التعاريف إلى أن الطفل المعاق عقليا لا يستطيع التحصيل بصوره طبيعية وبنفس مستوى زملائه الأسوياء في الصف الدراسي الواحد،وكثيرا ما تركز هذه التعاريف التربوية على الاهتمام بفئة المعاقين عقليا الذين تتراوح نسبة ذكائهم ما بين(50-70) درجة حيث تعد هذه الفئة فئة القابلين للتعلم .
وهناك تعريفات أخرى للإعاقة العقلية حيث تعرف الإعاقة العقلية بوصفها حالة عامة من الانخفاض في الأداء الوظيفي الخاص بالعمليات العقلية والتعليمية بشكل واضح وملحوظ وهى حالة توجد مقترنة بأشكال متعددة من جوانب القصور في السلوك التكيفي تظهر خلال الفترة النمائية ويؤكد هذا التعريف على التلازم الموجود بين الانخفاض في نسبة الذكاء وقصور السلوك التكيفي حيث يكون الأداء العقلي المنخفض المصحوب بقصور الأداء في السلوك التكيفي شرطا أساسيا من شروط تشخيص الحالة على أنها إعاقة عقلية ويشمل تعريف الجمعية الأمريكية للإعاقة العقلية نقاط أساسية هي:-
-1
 الانخفاض عن المستوى:-
اى أن الأداء الوظيفي العقلي للفرد المعاق عقليا ينخفض عن المتوسط بمقدار انحراف واحد معياري على الأقل

2
 - الأداء الوظيفي العقلي العام:-
ويعنى خضوع الفرد لعملية تقييم من خلال الأداء أو باستخدام اختبار شامل يغطى أكبر قدر ممكن من الخصائص العقلية القابلة للقياس

3
 - المرحلة النمائية:- 
والمقصود بها فترة النمو التي تبدأ منذ الإخصاب وتستمر حتى السادسة عشرة تقريبا 

4
 - النضج:- 
ويعنى المعدل أو الدرجة الخاصة بنمو المهارات الأساسية وهى ترتبط بشكل عام بمراحل الرياض والطفولة المبكرة،وتشمل مهارات أساسية من أهمها الحبو والمشي وضبط عمليات الإخراج،ومهارات تناول الطعام، والمشاركة والتفاعل مع الآخرين، في نفس المرحلة العمرية بصورة مقبولة

 - 5
التعلم:- 
ويعنى قدرة الفرد على تحصيل المعلومات والمعارف والاستفادة بالخبرات التي يعايشها والمهارات التي يكتسبها

 - 6
التكيف الاجتماعي:-
ويعنى قدرة الفرد على الاستقلالية والاعتماد على الذات في البيئة المحيطة والإنجاز الاكاديمى خاصة في السنوات الدراسية الأولى، بالإضافة إلى التكيف الاجتماعي الذي يشمل قدرة الفرد على التعامل مع أقرانه في نفس المرحلة العمرية ومع الوالدين ومع الأطفال الأصغر سنا والذين يمثلون سلطة بالنسبة له

وفى مجال الدراسات العربية يعرف (عبد السلام عبد الغفار وهدى برادة) الإعاقة على أنها حالة من التوقف أو عدم الاكتمال في النمو العقلي وتحدث منذ الولادة أو في مرحلة عمرية مبكرة نتيجة عوامل جينية وراثية فيزيقية وهى حالة يصعب الشفاء منها ويؤثر عدم اكتمال النمو العقلي على مستوى أداء الطفل أو الفرد في المجالات المرتبطة بالنضج أو التعلم أو القدرة على التكيف البيئي حيث ينحرف مستوى هذا الأداء عن المتوسط في حدود انحرافين معيارين سالبين
ركزت هذه التعاريف على الكفاءة الاجتماعية والتكيف الاجتماعي لدى الفرد المعاق وتعد التعاريف الاجتماعية جزءا مكملا للتعاريف الطبية والعضوية حيث تشير الأخيرة إلى القصور في القدرات العقلية للفرد بينما تؤكد الأولى على قصور كفاءته الاجتماعية ويقدم فاروق صادق تعريفا يؤكد فيه أن الصلاحية الاجتماعية هي المحك الأول لتصنيف الأفراد غير الأكفاء اجتماعيا أو مهنيا كما أن مستوى قدراتهم العقلية أقل من مستوى قدرات الأسوياء وعادة ما تبدأ الإعاقة العقلية منذ الولادة أو في مرحلة مبكرة من العمر لتستمر مدى الحياة وهى حالة غير قابلة للشفاء التام وترجع إلى عوامل تكوينية وهى إما نتيجة للإصابة الجسمية أو الإصابة بمرض , كما تم تعريفه بأنه يتحدد وفقا للفاصل في تشخيص الحالة على أنها إعاقة عقلية وفقا لشروط حددتها ببدء ظهور الحالة سواء منذ الولادة أو في سن مبكرة وان تظل كذلك حتى بلوغ سن الرشد وبعده بحيث يظل الفرد المعا ق عقليا دون الأفراد الأسوياء من حيث القدرة العقلية والكفاءة الاجتماعية والمهنية فلا يستطيع أن يسير أموره ويرجع تخلفه في الأصل إلى عوامل تكوينية وراثية أو نتيجة للإصابة بمرض وهى حالة مستعصية بالضرورة ولا تقبل الشفاء

أما تعريف الجمعية الأمريكية للضعف العقلي فيعد تعريفا حديثا ومتطورا يؤكد على قصور الأداء الوظيفي للفرد الذي يتحدد من خلال مستوى القدرة العقلية والقصور في المجالات والمهارات الخاصة بالسلوك التكيفي والذي يظهر على الفرد حتى ما قبل سن الثانية عشرة وينص هذا التعريف على أن الإعاقة العقلية هي حالة عامة تشير إلى الأداء الوظيفي المنخفض عن المتوسط بدرجة جوهرية في العمليات العقلية وتكون متلازمة مع قصور في السلوك التكيفي للفرد وتحدث هذه الحالة أثناء فترة النمو ونلاحظ أن التعاريف الاجتماعية تؤكد على جوانب الكفاءة الاجتماعية وأبعاد السلوك التكيفي بالإضافة إلى التأكيد على الجانب الطبي الخاص بالجهاز العصبي المركزي وعدم القابلية للشفاء
5. المعوقون :
المعوقون هم فئة من الفئات الخاصة ، أو من ذوي الاحتياجات الخاصة ،نتيجة لما يعانون من إصابات مرجعها عوامل وراثية او خلقية او بنية مكتسبة , مما يتسبب عنها قصور وظيفى او جسمى أو عقلى ويترتب عن القصور آثارا صحية او اجتماعية او نفسية , تحول بين المصاب بالعوق  وبين تعلم واكتساب وأداء بعض الاعمال والانشطة من المهارة والنجاح  , وقد يكون العوق جزئيا أو تاما أو فى نسيج  أو عضو أو اكثر , وقد يكون مؤقتا أو دائما او متناقضا او متزايدا  .

وقد عرف نظام رعاية المعوقين المعوق بأنه (( كل شخص مصاب بقصور كلي أو جزئي بشكل مستقر في قدراته الجسمية أو الحسية أو العقلية أو التواصلية أو التعليمية أو النفسية ، إلى المدى الذي يقلل من إمكانية تلبية متطلباته العادية في ظروف أمثاله من غير المعوقين )) . وهذا المصطلح تندرج تحته جميع فئات ذوي الأعواق المختلفة مثل :
المعوقين بصرياً ، المعوقين سمعياً ، المعوقين عقلياً ، المعوقين جسمياً وصحياً ، ذوي صعوبات التعلم ، المضطربين تواصلياً ، المضطربين سلوكياً وانفعالياً ، التوحديين ، ومزدوجي ومتعددي العوق إلى غير ذلك .
-6 الموهوبون :

ويندرج تحث فئات ذوى الاحتياجات الخاصة الموهوبون والعباقرة من أصحاب المواهب والمتفوقين , والتى تتسم فى توافر الذكاء العالى والمواهب السامية , كما أن خصائصهم تميزهم عن اقرانهم بمستوى مرتفع يصلون إليه فى المجالات المختلفة فى الحياة .
وقد عرفت الأسرة الوطنية للتربية الخاصة بوزارة المعارف الموهوب بأنه (( الطالب الذي لديه قدرة بارزة ومتميزة عن أقرانه في مجال أو أكثر من مجالات الذكاء ، أو التفكير الإبداعي ، أو التحصيل الدراسي ، أو المهارات والقدرات الخاصة كالخطابة والشعر والرسم ، والأشغال اليدوية ، والرياضية ، والتمثيل المسرحي ، أو القدرة القيادية ، وغالباً ما يؤدي العمليات العقلية أداء أفضل من زملائه في نفس العمر الزمني ، خاصة في مجالات تميزه مثل التذكر، والعلاقات ، والتصنيف والتعليل ، والتقييم )) .
7 - المسنون :
وقد عرف الدكتور / يحيى الحداد ، ( أستاذ علم الاجتماع بجامعة البحرين ) ، عرف المسنين في ورقة عمل حول ( التخطيط الاجتماعي لرصد وتلبية احتياجات كبار السن في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية / 1999م ) . على النحو الآتي :
(( إن المسنين هم فئة السكان التي تبلغ ستين عاماً فأكثر ، والتي ترتبط في كثير من الأحوال ببداية التقاعد الرسمي عن العمل ، ولكن يلاحظ أن تحديد فئة المسنين وبالتالي البيانات الإحصائية الخاصة بهم قد يبدأ في بعض الدول                                                                                                     
النامية ــ ومنها غالبية الدول العربية ــ بستين عاماً فأكثرا ، بينما يبدأ في كثير من دول العالم بخمسة وستين عاماً ، وهو العمر الذي نستند إليه المقارنات الدولية .
8- أصحاب الأمراض المزمنة : وهم الذين يعانون من أمراض مستديمة مثل :
الصرع ، السكري ، الفشل الكلوي ،أمراض القلب ، وغيرها من الأمراض التي تستدعي رعاية خاصة.

 

توصيات خاصة برعاية المعاقين

 

 

1.      - ضرورة استخدام الأسلوب العلمي لتقدير الحد الأدنى من عجز المعوق، ودرجات تعويقه، ونسبة التدخل التعويضي اللازم لتقريب المعوق إلى الحياة الطبيعية مع إضافة أنواع جديدة من الإعاقات واستبعاد غيرها، ووضع مقومات لتجنب حدوثها. 

2.
- أن تتولى الجهات الحكومية والأهلية المعنية بالتعاون مع أجهزة الاحصاء إجراء البحوث الميدانية لحصر حالات المعوقين بمختلف فئاتهم حتى يتم التخطيط لمواجهة مشكلاتهم على أساس علمي سليم. 

3.
- أن تتضمن السياسة العامة للدولة كفالة حق المعوق في الحياة الطبيعية، وأن تشتمل خطط التنمية على الاستثمارات اللازمة لتمويل كافة برامج ومشروعات رعاية المعوقين. 

- 4.
 الاستفادة من موارد هيئة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة والجهات الدولية المعنية بشؤون المعوقين حتى يمكن التوسع في هذه الخدمات أفقياً ورأسياً. 

5
-  أن تهيئ وزارة التعليم الفرص والإمكانيات اللازمة لاستيعاب المعوقين وفقاً لقدراتهم بمختلف المراحل التعليمية. 

6.
- أن توفر وزارة الصحة وغيرها من الجهات المعنية وسائل الاكتشاف المبكر لحالات الإعاقة المختلفة. 

-7.
 مراعاة الاحتياجات الهندسية المناسبة للمعوقين في المرافق العامة، وخاصة في المباني بالمجمعات المستحدثة.

8.
- أن تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية استصدار تشريع جديد للتأهيل الاجتماعي للمعوقين بما يساير الاتجاهات الحديثة في هذا المجال ويكفل تكامل الخدمات للمعوقين وعلى الأخص فيما يتصل بالتدريب والتشغيل ومنح المعوقين المزايا الاجتماعية التي تكفل لهم الحياة الطبيعية. 

-9.
 أن تتبنى الجامعات والمعاهد العليا وضع سياسة إعداد الكوادر الفنية المتخصصة للعمل في مجال تأهيل المعوقين وإدخال مادة تأهيل المعوقين في برامج الكليات والمعاهد العليا للخدمة الاجتماعية واقسام الاجتماع بكليات الآداب، وكليات التربية كمادة أساسية. 

 -10.
تشجيع التأليف والترجمة في موضوعات تأهيل المعوقين في النواحي الطبية والاجتماعية والنفسية والمهنية لتكون أمام الدارسين وهيئات التدريس. 

 -11.
الاهتمام بإعداد المعلم والمدرب المهني في مجال تأهيل المعوقين. 

-12.
 زيادة الاعتمادات المالية المدرجة بالموازنة العامة لوزارة الشؤون الاجتماعية والوزارات المعنية الأخرى المخصصة لإعانة جمعيات الفئات الخاصة والمعوقين حيث ما يتم إدارجة حالياً لا يفي بإحتياجات المؤسسات والجمعيات. 

 -13.
الارتفاع بمستوى عمليات التدريب المهني بالمؤسسات وتطويرها بحيث تنتهي إلى عمليات انتاجية تتفق مع متطلبات السوق وفقاً لقواعد فنية واقتصادية سليمة حتى يمكن تحقيق عائد مادي للتدريب بجانب العائد المهني في اكتساب المتدرب المهارات والخبرات الجديدة. 

 -14.
إسهام جميع أجهزة الإعلام في عمليات التوعية بمشكلات المعوقين وكيفية التعامل معهم، والتعريف بمصادر الخدمات التأهيلية. 

-15.
 عقد المؤتمرات المحلية والدولية والحلقات الدراسية لمناقشة مشاكل المعوقين، وتبادل الرأي في كال ما هو جديد في هذا المجال. 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق