تعتبر عملية التخلف العقلى من العمليات الصعبة والمعقدة ومن ثم فان التعرف على حالات التخلف العقلى , والاساليب المختلفة لمواجهة هذه الحالات وعلاجها لاتزال حتى الان امور بالغة التعقيد .
ولعل محكات الحكم على وجود التخلف العقلى تتضح اذا مااستعرضنا التعريف الذى وضعه جروسمان 1973ف وهو التعريف الذى تاخدبه فى الوقت الحاضر الرابطة الامريكية للضعف العقلى .
يقول ان التخلف العقلى حالة عامة تشير الى
الاداء الوظيفى المنخفض بشكل واضح فى العمليات العقلية توجد متلازمة مع اشكال من القصور فى السلوك التكيفى ويظهر ذلك خلال الفترة النمائية من حياة الفرد .ويشير هذا الانخفاض له دلالتة الاحصائية فى الآداء العقلى عن متوسط الآداء العقلى للاطفال من نفس السن ( نسبة الذكاء 70 فأقل ), بشرط أن يصحب هذا الانخفاض فى نفس الوقت عيوب فى السلوك الاجتماعى التكيفى ,مما يظهر أساسا فى مرحلة النمو والارتقاء والتى تبلغ أقصاها عند بلوغ الشخص عمر 18 سنة .
ويستخدم التوزيع الاعتدالى لنسب الذكاء والانحراف المعيارى عن المتوسط كآساس لتحديد مستوى التآخر العقلى .
التصنيفات المختلفة للتخلف العقلى :-
التصنيف حسب مرحلة التخلف واساسة يعتمد على فروق كمية اكثر منها كيفية اى انه يعتمد على نسبة الذكاء اكثر من اعتماد على الفروق التى تميز كل فئة من فئات الاعاقة فالتخلف العقلى مراتب بحسب شدته :
1- العتة
2- البله البلاهة
3- الضعف العقلى الافن المورون
4- البين بين
5- المعتوهون العلماء
العتة :-
وهو أشد درجات النقص العقلى والمعتوه هو من كانت سنه العقلية اقل من سنتين ونسبة ذكائه اقل من 25 والمعتوهون يعجزون عن المحافظة على انفسهم من الاخطار العادية وقد لايأكلون ان لم يوضع لهم الطعام فى افواههم , وهم لايتكلمون اطلاقا واكثر من نصف المعتوهين يصابون بنوبات صرع كبيرة,بالاضافة الى الكثير من مظاهر الشذوذ فى التكوين العضوى . واغلبهم يموتون صغارا .
2- البله او البلاهة Imbecility
درجة شديدة من درجات النقص العقلى , وان كانت أقل شدة من العته والآبله imbecile هو من كانت سنه العقلية اقل من سنتين الى سبع سنوات ( فذكاء الابله الكبير يعادل ذكاء طفل بين الثانية والسابعة ونسبة ذكائه من 25 الى 49 ) .
واغلب انفعالات الابله غير مهذبة او ناضجة فهى انفعالات بدائية لاترقى الى العواطف الناضجة واقل من نصف البلهاء يصابون بنوبات الصرع .
3- الضعف العقلى الأفن Minority المورون
وهو أقل درجة النقص العقلى شدة , او هو ( أعلى درجات النقص العقلى ) والمأفون هو من كانت سنه العقلية بين السابعة والثانية عشرة ونسبة ذكاءه من 50 الى 70 او 75 والمأفونين اقرب ما يكونون الى الآسوياء فهم يبدون كالأسوياء فى دوافعهم وهم فى العادة اجتماعيون ويحبون الاختلاط بمن هم على شاكلتهم ولقربهم من الحالة السوية قد يلحق بعضهم بالمدارس العادية فى صغرهم , ويصاب بعض ضعاف العقل بنوبات صرع .
4- البين بين :
وهى الحالات التى على هامش اى بين السواء والنقص وتتناول من كانت نسبة ذكائم من 70 او 75 او 85 او اقل من 90 . وهذه المجموعة من النقص العقلى تكاد تعتبر من الاسوياء لولا بعض مظاهر قليلة من مظاهر الضعف العقلى وقد يجتازون مراحل التعليم العادى ولكن بشئ من الصعوبة .
5-المعتوهون العلماء
اسم يطلق على من ناقص العقل من البله او ضعاف العقل , ويظهرون تفوقا ظاهرا فى بعض النواحى يكونون فيها فى مرتبة سوية او فوق المعدل ويرجع ذلك الى اختلاف الملكات مما تتيح للفرد مهارة فى ناحية رغم ضعفه فى سائر النواحى .
التصنيف على اساس الاسباب
الضعف العقلى الاولى :
يرجع الى عوامل الوراثة عن طريق الاب او الام اوكليهما , سواء أكان احد الابوين ناقص العقل او حاملا لصفة النقص العقلى من الاسلاف ويحدث فى حوالى 80 فى المئه من حالات الضعف العقلى.
الضعف العقلى الثانوى :
ويكون راجعا لاى سبب بعد اخصاب البويضة , سواء اثناء الحمل اونتيجة اصابة الام او تناولها بعض العقاقير الضارة او اصابتها ببعض الامراض او السموم . وقد ورد بعض الاسماء للضعف العقلى بحسب السبب المباشر له مثل الضعف العقلى الانعزالى (وهو انعزال الطفل عن العوامل الضرورية للنمو العقلى وترقي ,)والضعف العقلى الزهرى (وهو اصابة االدماغ بمرض الزهرى اثناء الحمل ) والنقص العقلى الإصابى (يرجع الى اصابات الدماغ الكبيرة فى الطفولة .
التصنيف على اساس درجة الاستقراروالثبات
فريق مستقر وثابت وفريق غير مستقر اوغير ثابت
الفريق الثابت والمستقر هادئ واقدر على التعامل مع المجتمع بدرجة لابأس بها واقل انتهاكا للقوانين والعرف بل يبالغ فى الاهتمام بارضاء الوسط ومرعاة مستويات البيئة .
فريق غير مستقر وغير ثابت فهو سهل التهيج وكثير مايثور لأتفه الاسباب او لغير سبب وتنتآبه نوبات منضيق الخلق وجموع الغضب وحدة المزاج , فيثور ولايتحكم فى سلوكه فيدق الارض بقدميه ويصيح وقد تصدر عنه تصرفات مخالفه للقانون .
التصنيف الكلينيكى
يعتمد التصنيف الكلينيكى على وجود بعض الخصائص الجسمية والتشريحية والفسيولوجية والمرضية المميزة بجانب الضعف العقلى والتى تجعل التعرف الكلينيكى عليهم امرا سهلا واهم الانماط الكلينيكية لضعاف العقول مايلى :
1-النمط المنغولى
يرجع اسبابة الى اضطربات فى الافرازات الداخلية عند الام فى بداية الحمل واضطربات هرمونية وكبر سن الام عند الحمل .
2- القذم
يرجع الى نقص هرمون الغدة الدرقية منذ المرحلة الجنينية وتتحسن حالتهم الجسمية ونموهم ودرجة ذكائه اذاعولجوامبكرا ( خلال السنة الاولى ).
3- صغر الجمجمة
ترجع اسباب هذه الحالة الى اصابة الجنين فى الاشهر الاولى نتيجة علاج الام بالاشعة او الصدمات الكهربائية او حدوث عدوى اثناء فترة الحمل او وجود موروث جينى
4- كبر الجمجمة
يرجع ذلك الى وجود عيب فى المخ عن طريق المورثات ادى الى نمو شاذ فى انسجة المخ وفى الجمجمة .
5- استسقاء الدماغ
وفيه تنتفخ الجيوب المخية وينضمر نسيج المخ , وقد يقل نمو الذكاء ويتوقف مدى الضعف العقلى على مقدار التلف الذى حدث بنسيج المخ . وترجع اسباب هذه الحالة الى احتمال حدوث عدوى مؤثرة أثناء الحمل مثل الزهرى والالتهاب السحائى , مع وجود عوامل وراثية مؤثرة .
6-حالات العامل الريزيسى فى الدم
وهذه حالات الضعف العقلى ترتبط باختلاف فى دم الام عن دم الجنين من حيث العامل الريزيسى عند كل من الام والاب سالبا او موجبا فلا توجد مشكلة , اما اذاكان العامل الريزيسى عند كل من الاب والام مختلفا ( حيث يكون دم الام سالباويكون دم الاب موجبا ) فهذا يؤدى الى تكوين اجسام مضادة والى اضطراب فى توزيع الاكسجين , وعدم نضج خلايا الدم وتدمير كريات الدم الحمراء عند الجنين وبالتالى يؤثر هذا فى تكوين المخ مما ينتج عنه تلف المخ والضعف العقلى فمثلا اذا كانت الام RH-أى لايوجد بها هذا العامل والاب RH+اى يوجد لديه هذا العامل وورث الجنين من ابيه نوع دمه RH+حدث هذا الاضطراب , وعند الميلاد يكون الطفل كسولا لديه فقر دم وصراخه عاليا ويتشنج كثيرا .
الموهبة والعبقرية
يعرف ويتى Wittyالموهبة او الموهوبين بأنهم أولئك الافراد الذين يكون أداوءهم عاليا بدرجة ملحوظة بصفة دائمة فى مجالات الموسيقى او الفنون او القيادة الاجتماعية او الاشكال الاخرى من التعبير بالاضافة الى الموهبة الابتكارية فى مدى واسع من المجالات ذات القيمة الاجتماعية والانسانية .
( وتدور ثلات مفاهيم اساسية للموهبة فى الآتى )
1- التفوق فى القدرة المعرفية
2- الإبتكارية فى التفكير والإنتاج
3- المواهب العالية فى مجالات خاصة
( وهناك ثلاث أساليب تعرف على الاطفال الموهبين )
1- استخدام الاختبارات الفردية للذكاء
فإن استخدام احد اختبارات الذكاء الفردية كجزء من مدخل شامل للقياس والتقدير يمكن ان يسهل عملية التعرف على القدرة المعرفية المتفوقة , وقد لايكون القياس الفرد متاحا على نطاق الاغلبية فى النظم المدرسية يمكن بذلك احالة الطفل لإجراء القياس الفردى للذكاء عليه ومن بين هذه الأساليب القياس الجمعى وملاحظات المدرسين
2- القياس الجمعى
تلجأ معظم النظم المدرسين الى اجراء قياسات بصفة دورية لقدرات التلاميذ العقلية وتحصيلهم الدراسى كما تقاس من خلال اساليب القياس الجمعى , مثل هذا النوع من التقيم يتضمن تحديدا لمستوى النضج العقلى ( نسبة الذكاء ) ومستوى الآداء التحصيلى على التوالى .
ولقد اشارت مجموعة من الدراسات الى ان الاطفال الذين يحصلون على درجات تقع فى نطاق الموهبين ( 130 فأكثر فى نسبة الذكاء ) انهم متقدمون فى مستويات الصفوف الدراسيه فى معظم المواد الدراسية هنا يجب احالتهم بقصد اجراء اساليب القياس الفردى عليهم
3- ملاحظات المدرسين
خصائص التعليم
أ- بناء من الثروة اللفظية يتقدم مستوى السن ومستوى الصف الدراسى .
ب-نمو عادات القراءة المستقلة , وتفضيل الكتب ذات المستوى المتقدم .
ج- الإتقان السريع للمادة المتعلمة , وتذكر للمعلومات المتصلة بالحقائق.
د- استخلاص المبادى العامة والقدرة على القيام بتعميمات صادقة .
خصائص الدافعية
أ- المباداة الذاتية .
ب- الاصرار على استكمال الواجبات والاعمال .
ت- المعاناة من اجل الوصول الى مستوى افضل .
ث-الشعور بالملل عند أداء الأعمال الروتنية .
الخصائص الإبتكارية
أ- حسب الإستطلاع الشديد لعدد من الأشياء .
ب- قدر أكبر من الاصالة فى حل المشكلات والإستجابة للأفكار.
ت- درجة أقل من الاهتمام بالمسايرة .
الخصائص الفردية
أ- الثقة بالنفس والنحاح فى العلاقات مع جماعات الرفاق
ب- الاستعداد لتحمل المسؤليات
ت- سهولة التكيف مع المواقف الجديدة
د. فتحى السيد عبدالرحيم,سيكولوجية الأطفال غير العادين , الكويت , دار القلم,1990
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق