إن تعريف المكونات التى يتضمنها الإضطراب الانفعالى أمر نسبى دائما يتم تحديده فى الاطار الذى يحدث فيه هذا السلوك . إن كل شخص منا يكون مفهوما ذاتيا خاصا به , عما يعتبر سلوكا عاديا لكل عمر من الاعمار , وفى ضوء هذا المحك الشخصى يتم تقيم استجابات الاخرين .وعندما تأخد فى الاعتبار ذلك الامر النسبى فى التعريف يمكننا القول
( بأن إضطربات السلوك بأنه إنحراف عن السلوك الملائم لمرحلة السن الذى يكون عليه الفرد بحيث يؤثر هذا الانحراف بوضوح على النمو الذاتى للفرد اوعلى حياة الآخرين , أويؤثر على الجانبين مجتمعين ).
المآخذ التى حددت عن هذا التعريف
فى ضوء هذا التعريف تجدر الإشارة إلى ملاحظتين هامتين :-
1- ان اضطربات السلوك توصف فى إضطراب سلوكى فى موقف ماقد لايوصف بأنه كذلك فى موقف أخر
2 - أن وضع خط فاصل بين مايعتبر سلوكا ( عاديا ) ومايمكن اعتباره سلوكا (( شاذا )) أمر شديد الغموض ويتطلب الأخد بعين الاعتبار عددا كبيرا من المحكات .
العوامل السببية فى اضطرابات السلوكية
ينظر العلماء الذين يؤمنون بديناميات النفس البشرية الى اضظرابات السلوك على انها نتيجة لاشكال مختلفة من الصرعات النفسية الداخلية والتى تعالج قبل بدء العملية التعليمية مع الطفل ومن الناحية الاخرى فأن علماء النفس الذين يؤمنون بالمبادئ السلوكية وخاصة أولئك الذين يؤيدون مبادئ التعلم التى تقوم على التعلم الاجرائى فانهم يدركون ان الاحداث السابقة المعقدة التى يمر بها الفرد تحدد سلوكه.
ولقد تعددت التفسيرات السببية لانحرافات السلوك ويمكن عرض ثلاث مجموعات من العوامل المسببة لانحرافات وهى :-
1- مجموعة العوامل السيكولوجية
2- مجموعة العوامل النفسية والاجتماعية ( البيئة )
3- مجموعة العوامل العضوية والفسيولوجية .
العوامل السيكولوجية
العوامل السيكولوجية تسبب إضطرابات السلوك المتعددة إلا ان من أبرز هذه العوامل مايأتى :-
1- الاحباط : -
وهو حالة تنتج عن التأخير فى الحصول على إثابة للسلوك أو عن إعاقة تحقيق الآهداف او عن الصراع . العملية السيكولوجية المرتبطة بالاحباط تتميز بالمظاهر الآتية :-
أ- المواقف والاحداث المحبطة هى تلك الاحداث والمواقف التى تصد اشكال السلوك التى يسعى الفرد من خلالها الى تحقيق أهداف معينه , والتى تهدم احترام الفرد لذاته .
ب- يختلف الافراد إختلافا واسعا فيما يتعلق بدرجة تحمل كل منهم للاحباط , وفى الطرق التى يستخدمها كل منهم فى الاستجابة للمواقف المحبطة .
ت- قد يؤدى الاحباط الى السلوك العدوانى .
ث- يظهر السلوك العدوانى عادة فى شكل أنشطة سلوكية تدميرية وفى أشكال مختلفة من مظاهر العنف .
ج- كثير ما يؤدى الإحباط الى النكوص الى العودة الى اشكال مبكرة من السلوك لاتتفق مع مرحلة العمر التى وصل إليها الفرد.
ح- يؤدئ الاحباط المتكرر الى نقص الدافعية ونقص القدرة على على الاستجابة للمواقف المختلفة
2- حرمان الطفولة
وهو ينتج عن إنفصال الطفل عن شخص محبوب لديه او عن وفاة هذا الشخص مما يؤدى الى إضطرابات سلوكية فى فترة تالية من الحياة تتضمن بعض المظاهر منها :
أ- الجنوح
ب- الإجرام
ت- الإكتئاب , او عدم اتساق الحياة الزوجية , اوسؤ التوافق المهنى او العصاب
3- الثبوث على مرحلة من مراحل النمائية المبكرة او النكوص الى هذه المرحلة :-
أ- الحرمان اللفظى فى الطفولة المبكرة يعتقد البعض انه يؤثر على العادات اللفظية وعلى الشخصية فيما بعد
ب- ينظر البعض الى الأساليب العنيفة للتدريب على عادات الإخراج على انها اسباب لبعض إضظرابات الشخصية والسلوك
4- الاحباط ومفهوم التباعد
عندما يوضع الاطفال او الكبار فى مواقف بالغة الصعوبة بالنسبية لقدراتهم إمكانياتهم فإنهم يكونون عرضه للشعور بالاحباط مما ينتج عنه انحرافات فى السلوك تأخذ شكل العدوان او النكوص او السلوك القهرى او غير ذلك من الاستجابات غير العادية اى الشاذة
ثانيا العومل النفسية – الاجتماعية ( البيئة )
حاولت نظريات التحليل النفسى التى وضع سيجموند فرويد اصولها ومبادئها تفسير الانحرافات السلوكية من خلال خبرات الاطفال فى فترات المبكرة من الحياة . فى ظل مبادئ التحليل النفسى فإن بعض الخبرات المبكرة غير السارة تكبث فى اللاشعور , الاان هذه الخبرات المكبوتة تستمر فى أداء دورها فى توجية السلوك , وتؤدى بالتالى الى الانحرفات السلوكية .
لقد اظهرت مجموعة من الدراسات ان أساليب تنشئة الاطفال التى تظهر فيها الاساليب غير المتسقة للضبط والنظام والتى تتسم بالرفض والعنف من جانب الوالدين ترتبط ارتباطا ايجابيا باضطرابات السلوك .
ومن بين الدراسات التى تلقى الضوء على تداخل العوامل الاجتماعية مع العوامل الحيــاة الاسرية تــلك الـدراسـة
التى قام بها ( مكورد ) الذى اخضعت مجموعة كبيرة مـــن مظـاهــر الحيــاة الاسريــة والمؤثــرات البيئــة للبـــحــث .
و من النتائج ذات الدلالة الواضحة لهذه الدراسة ماتـم الكشف عنه من تكرار إرتباط حالات جنوح الآحداث بالنظام المنحل وغير الصارم والشاذ والذى يتميز بطبيعة عقابية , وعضوية الشلل والشجار وتجاهل الحياة الآسرية .
ثالثا العوامل الفسيولوجية
لاشك ان سؤ الآداء الوظيفى للمخ يلعب دورا فى بعض حالات الانحرافات السلوكية , وبالاضافة الى سؤ الاداء الوظيفى للمخ توجد مجموعة من الظروف الفسيولوجية لايمكن فى بعض الآحيان تتبعها او تصحيحها . فقد لوحظ ان العوامل الفسيولوجية ترتبط احيـانــا بحــالات التهيــج , وعدم إجراء تقــدم فى العمــل المدرسى , وبعض الإضطربات الاخرى فى السلوك .
بالاضافة الى الاضطرابات السيكوسوماتية ( الاضطرابات النفسية – الجسمية ) مما يعنى تأثير الحالة النفسية على الجسم ونظرا لكثرة المعلومات المتوفرة من خلال التحليل النفسى عن هذه الاضطرابات , فاننا نميل فى بعض الاحيان الى تناسى وجود عوامل أخرى جسم – نفسية بما تأثير الوضع الجسمى على الحالة النفسية والانفعالية .
تصنيف الاضطرابات الانفعالية
قامت الرابطة الامريكية للطب النفسى بتصنيف الاضطرابات الانفعالية على النحو التالى :
1-الاضطرابات الذهانية الذهان الوظيفى
أ- يعتبر هذا النوع من اكثر أنواع الاضطرابات العقلية حده
ب- الفرد الذى يعانى من هذا الاضطراب يكون موجها توجيها خاطئا فيما يتعلق بالزمان او المكان او الاشخاص او فيها جميعا .
ت- يعتبر الفصام هو النمط السائد فى هذا القطاع .
ث- تكون الرعاية المهنية عادة مطلوبة وكذلك يوجد إحتمال بالحاجة الى الاستشفاء .
2- الاضطرابات العصابية – النفسية
أ- يكون القلق هو المشكلة الرئسية
ب- يعتبر اقل خطورة واكثر استجابة للعلاج بالمقارنة بالاضطرابات الذهنية .
ت- الاطفال الذى يعانون من هذا النوع قد يوضعون فى فصول خاصة بالمضطربين انفعاليا , اوقد يمكن ضمهم الى الفصول العادية فى بعض الاحيان.
3- الاضطرابات النفسية – الجسمية
أ- تنتج مثل هذه الاضطرابات عن كبت الانفعالات , وتدعيم سوء الاداء الوظيفى العضوى .
ب- تصنف هذه الاضطرابات عادة طبقا لجزء الجسم الذى يتأثر او يصاب .
ت- الاضطرابات النفسية – الجسمية الاكثر شيوعا تتضمن آلام الظهر والانواع المختلفة من القرح والصداع .
4- الإضطرابات العضوية فى المخ
أ- قد تكون مسؤوله عن بعض بعض اضطرابات السلوك .
ب- تتوقف العملية العلاجية على الحاجات الفردية الخاصة لكل طفل .
ت- يكون تشخيص الحالات عادة على اساس تلف المخ .
5- الضعف العقلى والتخلف العقلى .
المراجع
د. فتحى السيد عبدالرحيم,سيكولوجية الأطفال غير العادين , الكويت , دار القلم,1990
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق