الأحد، 22 أبريل 2012

العلاقة المتبادلة بين الممارسةالمهنية للخدمة الاجتماعية والعمل التطوعي

د. عائشة التاورغى

"يعتبر التطوع من أكثر الظواهر التي ارتبطت بالخدمة الاجتماعية، قبل أن تصبح الخدمة الاجتماعية مهنة قائمة بذاتها تختلف من غيرها من المهن، وقبل أن تستند إلي الأسلوب العلمي في ممارستها".
   فعلاقة الخدمة الاجتماعية بالعمل التطوعي علاقة قديمة قدم البشرية كانت بصورة الرعاية الاجتماعية والجهود التطوعية هي التي أسهمت وساعدت البشر في حل مشكلاتهم  جادين في وضع الحلول المناسبة ومواجهة بعض الإمراض الاجتماعية مثل الفقر، والتهميش الاجتماعي، والبطالة والمجاعة والحروب الإبادة  وغيرها ذلك.

    وكذلك إسهامات العمل التطوعي كانت بشكل تقديم المساعدات والمعونات والتبرعات والإعانات للفقراء الأمر الذي يشكل بمثابة الرعاية الأساسية التي يمتاز بها العمل الإنساني الخيري وزرع الطمأنينة في قلوب الناس و تحسين مستوى معيشتهم  كما سبق ذكره في الفصل السابق.
     واتساقاً مع هذا المفهوم فان المجتمع قد ينشئ العديد من المؤسسات الاجتماعية ليعبر عن حاجته إلى خدمات معينة وليؤكد مسؤولية هذا المجتمع نحو أفراده.
     ومما لاشك فيه فان هذه المؤسسات الاجتماعية كوحدات اجتماعية تعمل عن إشباع احتياجات المواطنين وتلبية رغباتهم والتي يعجز الجهد الفردي عن تحقيقها دون وجود مشاركة حقيقية وتعاون مثمر بين أفراده وغنى عن القول عن أن هذه المؤسسات قد تحتاج لمتطوعون لمساعدة العاملين فيها لتحقيق أهدافها.
      لاسّيما وأن المجتمعات النامية تعانى معظم مؤسساتها الاجتماعية قصوراً واضحاً في إمكاناتها حيث تعوزها الإمكانات الفنية والمادية وعن طريق التطوع يمكن استكمال النقص والسير بها نحو الوفاء باحتياجات مجتمعها.
     وفضلاً عن ذلك فهناك منظمات الجهود الذاتية التي تتكون نتيجة جهود مجموعة من الجماعات التطوعية التي تتظافر جهودهم وتتضامن من أجل تحقيق أهداف التنمية في مجتمعهم المحلى ولما كانت هذه المؤسسات الاجتماعية تعمل في إطار الخدمة الاجتماعية وتدين بنفس قيمها ومبادئها وأهدافها، فلا ريب إن بقاءها واستمرارها يعتمد على جهود الجماعات التطوعية التي تساعدها وتساندها في انجاز أهدافها. 
     وبهذا فقد بدأ التطوع يأخذ شكلاً فرديا وجماعيا ومجتمعيا آنذاك،إلا أنها أسهم بشكل كبير في الحركة التطوعية بين المجتمعات ودول العالم حينئذ.

المراجع
ـ محمد بهجت جاد الله كشك، تنظيم المجتمع من المساعد إلي الدفاع، الإسكندرية: دار المعرفة الجامعية، 1998ف، ص 213.

هناك تعليق واحد: